O S C A R
02-03-2021, 11:34 AM
[ ص: 346 ] القول في تأويل قوله تعالى : ( وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد ( 19 ) ونفخ في الصور ذلك يوم الوعيد ( 20 ) )
وفي قوله ( وجاءت سكرة الموت بالحق ) وجهان من التأويل ، أحدهما : وجاءت سكرة الموت وهي شدته وغلبته على فهم الإنسان ، كالسكرة من النوم أو الشراب - بالحق من أمر الآخرة - فتبينه الإنسان حتى تثبته وعرفه . والثاني : وجاءت سكرة الموت بحقيقة الموت .
وقد ذكر عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه كان يقرأ ( وجاءت سكرة الموت بالحق ) .
ذكر الرواية بذلك :
حدثنا محمد بن المثنى قال : ثنا محمد بن جعفر قال : ثنا شعبة ، عن واصل ، عن أبي وائل قال : لما كان أبو بكر رضي الله عنه يقضي ، قالت عائشة رضي الله عنها هذا ، كما قال الشاعر :
إذا حشرجت يوما وضاق بها الصدر
فقال أبو بكر رضي الله عنه : لا تقولي ذلك ، ولكنه كما قال الله عز وجل : (وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ماكنت منه تحيد) . وقد ذكر أن [ ص: 347 ] ذلك كذلك في قراءة ابن مسعود . ولقراءة من قرأ ذلك كذلك من التأويل وجهان :
أحدهما : وجاءت سكرة الله بالموت ، فيكون الحق هو الله - تعالى ذكره - . والثاني : أن تكون السكرة هي الموت أضيفت إلى نفسها ، كما قيل : ( ان هذا لهو الحق اليقين) . ويكون تأويل الكلام : وجاءت السكرة الحق بالموت .
وقوله (ذلك ماكنت منه تحيد ) يقول : هذه السكرة التي جاءتك أيها الإنسان بالحق هو الشيء الذي كنت تهرب منه ، وعنه تروغ .
وقوله (ونفخ في الصور ذلك يوم الوعيد ) قد تقدم بياننا عن معنى الصور ، وكيف النفخ فيه بذكر اختلاف المختلفين . والذي هو أولى الأقوال عندنا فيه بالصواب ، بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع .
وقوله (ذلك يوم الوعيد ) يقول : هذا اليوم الذي ينفخ فيه هو يوم الوعيد الذي وعده الله الكفار أن يعذبهم فيه .
_
https://l.top4top.io/p_18607o3g51.png
برعاية تكسي المنتدى
مع حنين .
وفي قوله ( وجاءت سكرة الموت بالحق ) وجهان من التأويل ، أحدهما : وجاءت سكرة الموت وهي شدته وغلبته على فهم الإنسان ، كالسكرة من النوم أو الشراب - بالحق من أمر الآخرة - فتبينه الإنسان حتى تثبته وعرفه . والثاني : وجاءت سكرة الموت بحقيقة الموت .
وقد ذكر عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه كان يقرأ ( وجاءت سكرة الموت بالحق ) .
ذكر الرواية بذلك :
حدثنا محمد بن المثنى قال : ثنا محمد بن جعفر قال : ثنا شعبة ، عن واصل ، عن أبي وائل قال : لما كان أبو بكر رضي الله عنه يقضي ، قالت عائشة رضي الله عنها هذا ، كما قال الشاعر :
إذا حشرجت يوما وضاق بها الصدر
فقال أبو بكر رضي الله عنه : لا تقولي ذلك ، ولكنه كما قال الله عز وجل : (وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ماكنت منه تحيد) . وقد ذكر أن [ ص: 347 ] ذلك كذلك في قراءة ابن مسعود . ولقراءة من قرأ ذلك كذلك من التأويل وجهان :
أحدهما : وجاءت سكرة الله بالموت ، فيكون الحق هو الله - تعالى ذكره - . والثاني : أن تكون السكرة هي الموت أضيفت إلى نفسها ، كما قيل : ( ان هذا لهو الحق اليقين) . ويكون تأويل الكلام : وجاءت السكرة الحق بالموت .
وقوله (ذلك ماكنت منه تحيد ) يقول : هذه السكرة التي جاءتك أيها الإنسان بالحق هو الشيء الذي كنت تهرب منه ، وعنه تروغ .
وقوله (ونفخ في الصور ذلك يوم الوعيد ) قد تقدم بياننا عن معنى الصور ، وكيف النفخ فيه بذكر اختلاف المختلفين . والذي هو أولى الأقوال عندنا فيه بالصواب ، بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع .
وقوله (ذلك يوم الوعيد ) يقول : هذا اليوم الذي ينفخ فيه هو يوم الوعيد الذي وعده الله الكفار أن يعذبهم فيه .
_
https://l.top4top.io/p_18607o3g51.png
برعاية تكسي المنتدى
مع حنين .