لَـحًـــنِ ♫
01-13-2021, 12:34 AM
كِبْتَ طريقاً والطريقُ طويلُ
فتابِعْ مساراً ليسَ منهُ بَديلُ
أرَدْتَ الـمَسَارَ الصَعْبَ فانْعَمْ بمائِهِ
ومِلْ عَكْسَ ما كانَ النَّسيمُ يميلُ
وتابِعْ خُطىً ما سارَ أهلُكَ فوقَها
فإنّ الذي في العُمْرِ ظلَّ قليلُ
شرِبْتَ شرابَ العابثينَ بِراحِهِمْ
وأوشكْتَ مَمْـنُوعَ الثِّمارِ تطولُ
فتابِعْ طريقاً لو تموتُ بنُصْـفِهِ
سيمشي بهِ جيلٌ وراكَ وَجيلُ
بَكَيْتُكَ عُمْراً لن يعودَ ولا أنا
لعَوْدَةِ عُمْـرٍ مِنْ سواكَ أميلُ
ثلاثينَ عاماً قد أضَعْتَ بلحظةٍ
وستّينَ مِيلاً والـمَسافةُ ميلُ
بَكَيْتُكَ عُمْراً قد مَضَى بدُموعِهِ
ولستُ طَمُوحاً في الحياةِ تطولُ
رَضِـيتُ مِنَ السَّيْلِ الذي كانَ جارِفاً
بأنّي على أرضِ العِراقِ أسِيـلُ
وقلتُ لنفسي لنْ يَزولَ مُعاكِسٌ
لأيّامِهِ لكنَّني سَأَزولُ
ظنَنْتُ حَياتي لا خِتامَ لِمِثْلِها
وها هي دقّتْ للرحيلِ طُبُولُ
وها هيَ شمسٌ ما حَسِبْتُ أُفولَها
يَجِدُّ بها قبلَ الأُفولِ أُفـولُ
وكُنْتَ طَمُوحاً أيْنَ مِنكَ مَرابِعٌ
وسِرْبُ قَطاً و حَمائِمٌ وخيولُ
أضيّعْتَها مثلَ السنينَ أَمِ الّذي
سليلُ عِظَاتٍ للضَّياعِ سَلِيلُ؟
وأينَ اللّواتي هُنّ في كلِّ ساعةٍ
لَدَيْكَ نَذِيرٌ أو عَليْكَ دَخِيلُ؟
تَجاهَلْتَ أيّاماً وأنتَ مُواكِبٌ
حوادِثَ تسْـرِي والـمَسيرُ ذمِيلُ
تحَمّلْتَ حَمْلاً لا خفيفَ وراءَهُ
لأنكَ مِنْ قبلِ الرِّحَالِ ثقيلُ
لأنكَ حتى لو ندِمْتَ ستَنْتَهي
فليْسَ إلى العهدِ القديمِ سبيلُ
أ تُنْكِرُ ضَيَّعْتَ الكثيرَ؟ أ ناكِـرٌ؟
فهاتِ دليلاً لو لَدَيْكَ دليلُ
مَشَيْتَ طريقاً لا سبيلَ لِعَوْدَةٍ
و لا مُنْتَهى للقاصِدينَ يَؤولُ
مَشَيْتَ طريقاً سوفَ تمْشِيهِ واحِداً
وأدنى الذي قالوهُ فيكَ عَمِيـلُ
عَمِيلٌ لِمَنْ؟ للهِ؟ تلكَ حقيقةٌ
لكلِّ فروعٍ في الحَياةِ أُصُولُ
لعِبْتَ طويلاً ليسَ في العُمْـرِ وِجْهَةٌ
أجَلَّ سِوى يَغْشى هواكَ جَليلُ
لهُ الحمدُ ما في الـمُعْصِراتِ خليلةٌ
ولكنهُ في الـمُعْـصِراتِ خليلُ
وألْفَيْتُ نَفْسِي واحداً بمدينةٍ
بَقَايا طُلُولٍ هل تَرُوقُ طُلُولُ؟
مُضَيِّعُ أحبابٍ وفاقِدُ موطِنٍ
وفي كلِّ يومٍ وِجْهَةٌ و رَحِيلُ
تغيّرَ مِنّي الوجهُ حتى مَلامِحي
تغيّرَ منها مُرسَـلٌ وجميلُ
وحتّى عُيوني الضاحِكاتُ تغيّرتْ
وصارتْ بأوقاتِ السّـرورِ تَسِيلُ
وإنّي ولا أُخْفِيكِ يا أُمَّ سالِمٍ
أُريكِ صحيحاً والصّحيحُ عَلِيلُ
وأكثرُ ما يُؤذي جِراحي تجاهِلٌ
وأكثرُ ما يُدْمِي الجِراحَ جَهُولُ
ولكنني رُغمَ الـمُذِلّاتِ أزْدَرِي
سِياطَ الأذى ما مِنْ بَنِيكِ ذَلِيلُ
تَغَيَّرْتُ يا أُمِّي تَغَيّرَ مَطْمَحِي
وها هو فجْرُ الطامِحينَ أصِيلُ
وها هيَ آفاقي تنُمُّ برَجْعَةٍ
وها هيَ شمْسٌ عن سَمايَ تَزولُ
وقَلْبٌ بما أشْقَيْتُهُ باتَ واضِحاً
بدَقّاتِهِ شاخَتْ لديْهِ فُصولُ
وصِحّةُ حالٍ ما صَعِدْتُ لِقِمَّةٍ
وأشْرَقْتُ إلّا في قِوايَ نُزُولُ
وترجُفُ منّي في الثّبَاتِ أصابِعي
فليسَ بها للدَّانِياتِ وُصولُ
وأرْضِي الّتي كانتْ حدائقَ بابلٍ
خرابٌ ومِنْ كلِّ الجِهاتِ مُحولُ
نعَمْ لم تعُدْ عندي لِضَيفٍ حكايَةٌ
وما كانَ لي في النّاطِقينَ مَثيلُ
نعمْ لم تعُدْ في الرُّوحِ ومْضَةُ طارِقٍ
ولا خَضِلاً يَكْسُو السُّفوحَ نَخِيلُ
تَغيَّرْتُ فِعْلاً والطِّباعُ تَبَدّلَتْ
وصارَ الّذي يُعْطي اللِّقاءَ يَحُولُ
وما عادَ في نفْسي لأيِّ تَزاحُمٍ
مِنَ النّاسِ مِثْلَ الآخرينَ شَمُولُ
فشُكْراً لدُنيايَ التي أيْنما أكُنْ
تكُنْ حائِلاً تُقصي بنا وتُقِيلُ
وشُكْراً ليومٍ مِنْ صَلافَةِ صاحِبٍ
أجَلُّ و يومٌ طيِّبٌ و خجولُ
وشُكراً لكلْبٍ مِنْ نَجاسةِ حاكمٍ
أقلُّ و كلبٌ مُخْلِصٌ و نبيلُ
وشكراً لِدَهْرٍ مِنْ قلوبِ أقاربٍ
أرَقُّ ودَهْرٌ ناعِمٌ و أسيلُ
وشُكْراً لِـمَنْفايَ المُطيعِ وغُرْبَتي
و شُكْرِي لأيَّامِ العِراقِ جزيلُ
فتابِعْ مساراً ليسَ منهُ بَديلُ
أرَدْتَ الـمَسَارَ الصَعْبَ فانْعَمْ بمائِهِ
ومِلْ عَكْسَ ما كانَ النَّسيمُ يميلُ
وتابِعْ خُطىً ما سارَ أهلُكَ فوقَها
فإنّ الذي في العُمْرِ ظلَّ قليلُ
شرِبْتَ شرابَ العابثينَ بِراحِهِمْ
وأوشكْتَ مَمْـنُوعَ الثِّمارِ تطولُ
فتابِعْ طريقاً لو تموتُ بنُصْـفِهِ
سيمشي بهِ جيلٌ وراكَ وَجيلُ
بَكَيْتُكَ عُمْراً لن يعودَ ولا أنا
لعَوْدَةِ عُمْـرٍ مِنْ سواكَ أميلُ
ثلاثينَ عاماً قد أضَعْتَ بلحظةٍ
وستّينَ مِيلاً والـمَسافةُ ميلُ
بَكَيْتُكَ عُمْراً قد مَضَى بدُموعِهِ
ولستُ طَمُوحاً في الحياةِ تطولُ
رَضِـيتُ مِنَ السَّيْلِ الذي كانَ جارِفاً
بأنّي على أرضِ العِراقِ أسِيـلُ
وقلتُ لنفسي لنْ يَزولَ مُعاكِسٌ
لأيّامِهِ لكنَّني سَأَزولُ
ظنَنْتُ حَياتي لا خِتامَ لِمِثْلِها
وها هي دقّتْ للرحيلِ طُبُولُ
وها هيَ شمسٌ ما حَسِبْتُ أُفولَها
يَجِدُّ بها قبلَ الأُفولِ أُفـولُ
وكُنْتَ طَمُوحاً أيْنَ مِنكَ مَرابِعٌ
وسِرْبُ قَطاً و حَمائِمٌ وخيولُ
أضيّعْتَها مثلَ السنينَ أَمِ الّذي
سليلُ عِظَاتٍ للضَّياعِ سَلِيلُ؟
وأينَ اللّواتي هُنّ في كلِّ ساعةٍ
لَدَيْكَ نَذِيرٌ أو عَليْكَ دَخِيلُ؟
تَجاهَلْتَ أيّاماً وأنتَ مُواكِبٌ
حوادِثَ تسْـرِي والـمَسيرُ ذمِيلُ
تحَمّلْتَ حَمْلاً لا خفيفَ وراءَهُ
لأنكَ مِنْ قبلِ الرِّحَالِ ثقيلُ
لأنكَ حتى لو ندِمْتَ ستَنْتَهي
فليْسَ إلى العهدِ القديمِ سبيلُ
أ تُنْكِرُ ضَيَّعْتَ الكثيرَ؟ أ ناكِـرٌ؟
فهاتِ دليلاً لو لَدَيْكَ دليلُ
مَشَيْتَ طريقاً لا سبيلَ لِعَوْدَةٍ
و لا مُنْتَهى للقاصِدينَ يَؤولُ
مَشَيْتَ طريقاً سوفَ تمْشِيهِ واحِداً
وأدنى الذي قالوهُ فيكَ عَمِيـلُ
عَمِيلٌ لِمَنْ؟ للهِ؟ تلكَ حقيقةٌ
لكلِّ فروعٍ في الحَياةِ أُصُولُ
لعِبْتَ طويلاً ليسَ في العُمْـرِ وِجْهَةٌ
أجَلَّ سِوى يَغْشى هواكَ جَليلُ
لهُ الحمدُ ما في الـمُعْصِراتِ خليلةٌ
ولكنهُ في الـمُعْـصِراتِ خليلُ
وألْفَيْتُ نَفْسِي واحداً بمدينةٍ
بَقَايا طُلُولٍ هل تَرُوقُ طُلُولُ؟
مُضَيِّعُ أحبابٍ وفاقِدُ موطِنٍ
وفي كلِّ يومٍ وِجْهَةٌ و رَحِيلُ
تغيّرَ مِنّي الوجهُ حتى مَلامِحي
تغيّرَ منها مُرسَـلٌ وجميلُ
وحتّى عُيوني الضاحِكاتُ تغيّرتْ
وصارتْ بأوقاتِ السّـرورِ تَسِيلُ
وإنّي ولا أُخْفِيكِ يا أُمَّ سالِمٍ
أُريكِ صحيحاً والصّحيحُ عَلِيلُ
وأكثرُ ما يُؤذي جِراحي تجاهِلٌ
وأكثرُ ما يُدْمِي الجِراحَ جَهُولُ
ولكنني رُغمَ الـمُذِلّاتِ أزْدَرِي
سِياطَ الأذى ما مِنْ بَنِيكِ ذَلِيلُ
تَغَيَّرْتُ يا أُمِّي تَغَيّرَ مَطْمَحِي
وها هو فجْرُ الطامِحينَ أصِيلُ
وها هيَ آفاقي تنُمُّ برَجْعَةٍ
وها هيَ شمْسٌ عن سَمايَ تَزولُ
وقَلْبٌ بما أشْقَيْتُهُ باتَ واضِحاً
بدَقّاتِهِ شاخَتْ لديْهِ فُصولُ
وصِحّةُ حالٍ ما صَعِدْتُ لِقِمَّةٍ
وأشْرَقْتُ إلّا في قِوايَ نُزُولُ
وترجُفُ منّي في الثّبَاتِ أصابِعي
فليسَ بها للدَّانِياتِ وُصولُ
وأرْضِي الّتي كانتْ حدائقَ بابلٍ
خرابٌ ومِنْ كلِّ الجِهاتِ مُحولُ
نعَمْ لم تعُدْ عندي لِضَيفٍ حكايَةٌ
وما كانَ لي في النّاطِقينَ مَثيلُ
نعمْ لم تعُدْ في الرُّوحِ ومْضَةُ طارِقٍ
ولا خَضِلاً يَكْسُو السُّفوحَ نَخِيلُ
تَغيَّرْتُ فِعْلاً والطِّباعُ تَبَدّلَتْ
وصارَ الّذي يُعْطي اللِّقاءَ يَحُولُ
وما عادَ في نفْسي لأيِّ تَزاحُمٍ
مِنَ النّاسِ مِثْلَ الآخرينَ شَمُولُ
فشُكْراً لدُنيايَ التي أيْنما أكُنْ
تكُنْ حائِلاً تُقصي بنا وتُقِيلُ
وشُكْراً ليومٍ مِنْ صَلافَةِ صاحِبٍ
أجَلُّ و يومٌ طيِّبٌ و خجولُ
وشُكراً لكلْبٍ مِنْ نَجاسةِ حاكمٍ
أقلُّ و كلبٌ مُخْلِصٌ و نبيلُ
وشكراً لِدَهْرٍ مِنْ قلوبِ أقاربٍ
أرَقُّ ودَهْرٌ ناعِمٌ و أسيلُ
وشُكْراً لِـمَنْفايَ المُطيعِ وغُرْبَتي
و شُكْرِي لأيَّامِ العِراقِ جزيلُ