تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الاقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم في العدل [1]


لَـحًـــنِ ♫
01-03-2021, 09:13 PM
.

.

.










الاقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم في العدل [1]


إن العدل خلق كريم وصفة عظيمة محببة إلى القلوب، به يسعد البشر، وتستقيم الدنيا، وهو خُلُق تحلى به الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، والصالحون، والمربون، وأعظمهم رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، فقد أمره الله تعالى بالعدل، قال الله تعالى: ﴿ وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ ﴾ [الشورى: 15].



فالله تعالى: (أمرني أن لا أفرق بين نفسي وأنفسكم بأن آمركم بما لا أعمله، أو أخالفكم إلى ما نهيتكم عنه، لكني أسوِّي بينكم وبين نفسي، وكذلك أسوي بين أكابركم وأصاغركم فيما يتعلق بحكم الله" [2].



وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: "الله تعالى يقيم الدولة العادلة وإن كانت كافرة، ولا يقيم الظالمة وإن كانت مسلمة، ويقال: الدنيا تدوم مع العدل والكفر، ولا تدوم مع الظلم والإسلام"[3].



فالعدل خلق من أخلاقه صلى الله عليه وسلم، فهو عدلٌ في تعامله مع ربه عز وجل، وعدلٌ في تعامله مع نفسه، وعدل في تعامله مع الآخرين، من القريب والبعيد، حتى العدو المكابر له نصيب من عدله صلى الله عليه وسلم، وكيف لا يعدل وقد أمره الله تعالى بالعدل بقول واضح مبين، فكان يمتثل أمر الله عز وجل في كل شأن من شؤونه، مع أصحابه ومع أعدائه، متخلقًا بالعدل مع الجميع"، فاهتم رسول الله صلى الله عليه وسلم بقضية العدل اهتمامًا كبيرًا، وهذا الاهتمام نجده في أعماله وأقواله، وفي جده وفرحه"[4].



وفي السنة النبوية المشرفة العديد من الأدلة الصريحة الدالة على عدله صلى الله عليه وسلم؛ منها: حديث جَابِرِ بْنِ عَبْدِاللهِ رضي الله عنه قَالَ: أَتَى رَجُلٌ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، بِالْجِعْرَانَةِ مُنْصَرَفَهُ مِنْ حُنَيْنٍ، وَفِي ثَوْبِ بِلَالٍ فِضَّةٌ، وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، يَقْبِضُ مِنْهَا، يُعْطِي النَّاسَ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، اعْدِلْ، قَالَ: «وَيْلَكَ وَمَنْ يَعْدِلُ إِذَا لَمْ أَكُنْ أَعْدِلُ؟ لَقَدْ خِبْتَ وَخَسِرْتَ إِنْ لَمْ أَكُنْ أَعْدِلُ»[5].



أي لقد خبت وخسرت "على ضمير المخاطب لا على ضمير المتكلم، وإنما رد الخيبة والخسران إلى المخاطب على تقدير عدم العدل منه؛ لأن الله تعالى بعثه رحمة للعالمين، وليقوم بالعدل فيهم فإذا قدر أنه لم يعدل، فقد خاب المعترف بأنه مبعوث إليهم وخسر؛ لأن الله لا يحب الخائنين فضلًا أن يرسلهم إلى عباده"[6].



فالعدل من أهم مكونات الرسالات السماوية، "فإن الله تعالى أرسل رسله وأنزل كُتبه؛ ليقوم الناس بالقسط وهو العدل الذي قامت به السماوات والأرض، فإذا ظهرت أمارات الحق وقامت أدلة العقل، وأسفر صبحه بأي طريق كان، فثم شرع الله ودينه ورضاه وأمره" [7].



ولم تُنس رسول الله صلى الله عليه وسلم شؤون الدولة الإسلامية، وكثرة الغزوات والفتوحات، عن ممارسته العدل في نطاق أسرته الكريمة، وبين زوجاته أمهات المؤمنين رضي الله عنهم، فقد كان يقسم بين نسائه فيعدل، وعَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقْسِمُ فَيَعْدِلُ، وَيَقُولُ: «اللَّهُمَّ هَذَا قَسْمِي، فِيمَا أَمْلِكُ فَلَا تَلُمْنِي، فِيمَا تَمْلِكُ، وَلَا أَمْلِكُ»[8].



وإذا كانت سعادة (العبد في الدارين معلقة بهدي النبي صلى الله عليه وسلم، فيجب على كل من نصح نفسه وأحب نجاتها وسعادتها أن يعرف من هديه وسيرته، وشأنه ما يخرج به عن الجاهلين به، ويدخل به في عداد أتباعه وشيعته وحزبه، والناس في هذا بين مستقل ومستكثر ومحروم، والفضل بيد الله يؤتيه من يشاء، والله ذو الفضل العظيم) [9].



وإذا لزم "اتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيما سن وكان لزومه فرضًا باقيًا، ولا سبيل إلى اتباع سنته إلا بعد معرفتها، ولا سبيل لنا إلى معرفتها إلا بقبول خبر الصادق عنه، لزم قبوله ليمكننا متابعته، ولذلك أمر بتعليمها والدعاء إليها وبالله التوفيق"[10].



فكانت حياة النبي صلى الله عليه وسلم "في المدينة حلقة هامة في سلسلة الخلُق الإنساني، ففي المدينة أتيحت له الفرصة لإبراز ما دعا إليه بالقول إلى حيز الفعل" [11].



فكان صلى الله عليه وسلم المثل الأعلى والقدوة الحسنة للزوج في حسن معاشرته أزواجه بالمعروف، والقسمة بينهن بالعدل في المبيت والنفقة والتكريم، فالله عز وجل جعل بين الزوجين المودة والرحمة، ولكلا الزوجين حقوق وواجبات، فأمر الله تعالى بالعدل بينهن وأثنى على أهله، وشرف مكانتهن في الدنيا والآخرة.


[1] العَدْلُ: خلاف الجَوَ، والعدل: هو عبارة عن الأمر المتوسط بين طرفي الإفراط والتفريط؛ [انظر: الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية: إسماعيل بن حماد الجوهري، ج5، ص1760، وانظر: مفاتيح الغيب: فخر الدين الرازي. ج20 ص259.

[2] مفاتيح الغيب: فخر الدين الرازي، ج27، ص589.

[3] الاستقامة: ابن تيمية الحراني الحنبلي الدمشقي، ج2، ص247، المحقق: د. محمد رشاد سالم، جامعة الإمام محمد بن سعود - المدينة المنورة، ط1، 1403هـ.

[4] العدل وتطبيقاته في التربية الإسلامية: يوسف بن أحمد محمد العجلاني، ص41، رسالة ماجستير في الأصول الإسلامية للتربية، كلية التربية، جامعة أم القري، المملكة العربية السعودية، إشراف د/ نايف بن حامد همام الشريف، 1421هـ -1422هـ.

[5] صحيح البخاري: كتاب المناقب، باب: علامات النبوة في الإسلام، ج4، ص200، رقم ح3610، وفي صحيح مسلم: كتاب الزكاة، باب: ذكر الخوارج وصفاتهم، ج2، ص740، رقم ح1063.

[6] إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري: القسطلاني، ج6، ص57.

[7] إعلام الموقعين: ابن القيم الجوزية، ج4، ص284.

[8] سنن أبي داود: كتاب: النكاح، باب: القسم بين النساء، ج2، ص242، رقم ح2134، وفي مستدرك: كتاب النكاح، باب: ما جاء في التسوية بين الضرائر، ج2، ص204، رقم ح2761؛ قال الحاكم: حديث صحيح على شرط مسلم.

[9] زاد المعاد في هدي خير العباد: ابن القيم الجوزية، ج5، ص234.

[10] الاعتقاد والهداية إلى سبيل الرشاد: البيهقي، ص232.

[11] المثل الأعلى في الأنبياء: خوجة كمال الدين، ص131، عرَّبه: أمين محمود الشريف، قدَّم له/ اللورد هدلي، دار الفكر المعاصر، ط1 1409هـ، 1989م.









.
.
.

ملكة المنتدى
01-03-2021, 10:49 PM
جزاك الله خير

ڞــمۭــۃ ۛ ּڂۡــڣــﯟڦ ❥
01-04-2021, 05:11 AM
,,~

جَزآگ اللهُ خَيرَ آلجَزآءْ..،
جَعَلَ يومَگ نُوراً وَسُروراً
وَجَبآلاُ مِنِ آلحَسنآتْ تُعآنِقُهآ بُحوراً..
جَعَلَهُا آلله في مُوآزيَنَ آعمآلَگ
دَآمَ لَنآعَطآئُگ..
دُمْت بــِطآعَة الله ..~

,,~

الأمير
01-04-2021, 11:37 AM
مُزْنٌ يَهْطُل وشَلآلٌ يَتَدَفَقْ
بَطِرُوحَآتِكْ الْرَآئِعَةْ الْجَمِيلَةَ
بِإخْتِيَآرْ يَفُوقْ الْوَصْفْ والْتَعْبِيِرْ
فَإلَى الأَمَآمْ بِإنْتِظآرِ جَدِيِدِكْ بِشَوقْ
وفَقِكْ الْلَه تَعَآلَى
http://katka5212.bloglap.hu/kepek/201204/_1.png

بنت الشام
01-04-2021, 12:08 PM
جزاك الفردوس الأعلى من الجنــــــــــان
لروعة طرحك القيم والمفيد
لـ عطرك الفواح في ارجاء المنتدى كل الأمتنان
أتمنى أن لاننــحرم طلتك الربيعية
لك أجمل التحايا و أعذب الأمنيات
عناقيد من الجوري تطوقك فرحاا
دمت بطاعة الله

نبضها مطيري
01-04-2021, 12:25 PM
تسلم ايدك ع الطرح

يعتيك العافية

فرآشه ملآئكيه
01-04-2021, 12:36 PM
~ يسلمووو دياااتك لروعه طرحها

يعطيك الف عافيه ..

نور القمر
01-04-2021, 02:17 PM
طرح في قمة الروعه والابداع
ربي يعطيك الف عافيه
ع الاختيآر الجمــيل
بانتظار جديدك

tarhal
01-04-2021, 02:33 PM
.,






جزاك الله خير
:438::rose:

خالد الشاعر
01-04-2021, 03:08 PM
جزاكى الله خير وجعله بموازين حسناتكِ
لا عدمناا حضووركِ
لروحكِ احترامي وتقديري

هالة
01-05-2021, 08:50 AM
إبداع في الطرح وروعة في الإنتقاء
وجهداً تشكرون عليه
دمتم بروعة طرحكم
أكاليل الزهر أنثرها في متصفحكم

hmsraqi
01-05-2021, 05:37 PM
جزاك الله خيراً
وجعله في ميزان حسناتك
ورزقك جنةً عرضها السموات والأرض
https://h.top4top.io/p_1780qbheo1.gif (https://top4top.io/)

شيخة المزايين
01-05-2021, 07:52 PM
جزاك الله خير
جعله الله بميزان حسناتك

ابوصالح S
01-06-2021, 09:31 AM
جزاك الله خير الجزاء
وشكرا لطرحك الهادف و اختيارك القيم
وجعل ما كتب فى موازين حسناتك

الدكتور على حسن
01-11-2021, 04:27 PM
https://a777m.com/vb/images/smilies/redroseplz (1).pnghttps://a777m.com/vb/images/smilies/redroseplz (1).png
تحياتى وتقديرى واحترامى
لحضرتك
على روعة ما قدمت لنــــا
من موضوع اكثر من رائـع
ربنا يجعل ذلك فى ميزان حسناتك
ويكرمك ويسعدك ويبارك فيـــــــك
ياااااااااااارب
تحياتى وتقديـــرى
الدكتــور علــى
https://a777m.com/vb/images/smilies/redroseplz (1).pnghttps://a777m.com/vb/images/smilies/redroseplz (1).png

شيخة رواية
01-20-2021, 04:20 PM
:f15:
موضوع في قمة الخيااال
طرحت فابدعت
دمت ودام عطائك
ودائما بأنتظار جديدك الشيق
:f15:

دلوعة عشق
02-07-2021, 11:45 AM
يعطيك العافيه على الطرح القيم والرائع
جزاك الله كل خير وجعله فى ميزان
حسناتك يوم القيامه تسلم
الايادى وبارك الله فيك
دمت بحفظ الرحمن

Şøķåŕą
07-03-2022, 08:39 AM
سلمت الايادي
ويعطيك العافية لـ جمال الآنتقاء
لروحك جنائن الورد .

روحي تبيك
04-29-2023, 11:45 AM
جزاك الله خير وجعله في ميزان حسناتك
ولا حرمك الأجر يارب
وأنار الله قلبك بنورالإيمان
أحترآمي لــ/سموك

Şøķåŕą
09-21-2023, 08:15 PM
شكراً لك
بإنتظار الجديد القادم
دمت بكل خير