المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصة هدية العيد


نور القمر
12-26-2020, 05:14 PM
نشأ سليم في بيت سعيد، بين أبوين فاضلين. لم يكن غنيّا، لكنه كمعظم أبناء المدينة، كان مكتفيا، يتمتع بكل ما يحتاجه من مأكل وملبس، فضلا عن الثقة التي خصه بها أبوه، والحنان الذي لقيه من أمه، وكان سليم بدوره، يبادل أباه المحبة والاحترام، لكن عاطفته لأنه كانت فوق كل عاطفة. فهو طالما جلس إليها، وباح لها بهموم قلبه الصغير، مما يحدث له في المدرسة مع رفاقه، أو مع معلميه… وكانت أمه تصغي إليه جيدا، حتى إذا طرح سؤاله طالبا رأيها، بادرت بهدوء إلى نصحه وإرشاده، وما أسرع ما تفاهما وحلت المشكلة…

إنطلاقاً من هذه العاطفة القوية نحو أمه كان سليم يقدم لها الخدمات التي يقدر عليها… کشراء اللحم من اللحام القريب، والفاكهة والخضار من جارهم البقال… وتعبيرا عن رضاها عنه وعن سلوکه واجتهاده، كانت الأم لا تبخل عليه (بالخرجّية) للمناسبات المدرسية أو سواها، فيتصرف سليم بقسم من (خرجيته) ويحتفظ بالقسم الآخر… فتجمعت له، مع الأيام، كمية لا بأس بها، فكان يحتضنها سراً وبعدها، محدثاً نفسه عن الهدف الذي جمعها من أجله هدية لأنه في العيد!.. وصار العيد يقترب، ومحلات الهدايا والثياب تزدحم بالناس، يوما بعد يوم… وكلما مر سليم بهذه المحلات، توقف مليا أمام واجهاتها، وتأمل الأشياء الجميلة المعروضة، التي يمكن أن يختار منها هديته الأجمل أم في الدنيا؟ وكيف خفق قلبه لهاجسه الأوحد!… هذا العقد المزوق يليق بعنقها! وهذا الشال الحريري رائع على كتفيها!…

وكثيرا ما حمل سليم في جيبه ما تجمع له من نقود، ودخل أحياناً إلى المحلات مستفهما عن سعر هذا الشيء أو ذاك… استعدادا لليوم المرتقب… ولكن، قبل العيد بيوم، حدث لسليم ما لم يكن في الحسبان. ففيما هو واقف في الصف عند اللحام، ينتظر دوره، لشراء ما أوصته عليه أمه، لاحظ إلى
جانبه رجلاً جبلياً في منتصف العمر، والقلق باد على محياه… إستحوذ هذا الرجل باهتمام سليم… كأنما سبق له أن رآه من قبل… ولكن أين؟ وتناهى إلى سمعه من أحد الواقفين بمحاذاته: (مهجر..) (له عائلة كبيرة.) … إقترب سليم من الرجل الغريب، وراح يتأمله، محاولا استدراج ذاكرته…

فسمعه يتحدث إلى رفيقه: تبا لهذه الأيام السوداء ما الأمر يا أخي؟ خير إن شاء الله! لقد وعدت زوجتي وأولادي الخمسة باللحم الوقعة العيد في الغد، ولم يخطر لي أن اللحم الذي لم يدخل بيتنا منذ أشهر، أصبح بهذا الغلاء… الله کریم… صحيح… الله كريم ! …. للحال تذكر سليم الرجل! إنه صاحب بیت الجبل الذي كانوا يصطافون فيه… إنه حتما هو… أبو فريد… وله خمسة أولاد… ورغم مرور ثلاث سنين لا يزال يذكرهم جيدا، لأنه طالما لعب معهم: فريد، وليد، وسام… وريمة والطفلة سوسو…

وكيف كانوا يتحلقون حول والدهم، يتبادلون النكات والأخبار الطريفة، وهو مستلق سعيد… تقدم سليم خطوة إلى الأمام، وتفرس في وجه الرجل الجبلي…! إنه هو… بكل تأكيد أبو فرید! یا حرام!… كيف هُجر مع عائلته!.. في تلك اللحظة استدار الرجل نحو سليم، لكنه لم يعرفة… إن ثلاث سنين جعلت من ابن الثماني فتى كبيرا… وفيما سلیم شاخص في اللاشيء وعبارة الله کریم، لا تزال تتردد في أذنيه، عن له خاطر، فانتفض كأنما استفاق من غفلته… وبطريقة عفوية امتدت يمناه إلى جيبه، حيث ترقد حفنة النقود…

وفي غمرة انفعاله مما شاهد وسمع، نسي كل شيء عن أهمية هذه الحفنة بالنسبة إليه، نسي أنها جمعت على اسم أمه التي لا يحب إنسانا على الأرض بقدر ما يحثها، تلفت حوله بحذر، لئلا يراه أحد، وبخفّة سحب النقود من جيبه وألقاها في جيب الرجل، وأطلق لساقيه العنان… راح سليم يركض ويتلفّت وراءه، كأنما هو خائف أن يلحق به أحد… راح يركض ويجهش في البكاء، حتى إذا ما وصل إلى البيت، ارتمى على سريره وهو لا يزال يشرق دموعه… هرعت أمه اليه ملهوفة تستفهم عن سبب تصرفه: هل ضربه أحد؟ هل أغضبه أحد أو أهانه؟ كلا… كلا… كلا! ظل الصبي يصيح، وهو لا يزال يبكي… ويردد: عفوك يا أمي… عفوك… لأني تصرفت بثمن هديتك!

ماذا؟ ما الذي عناه الصبيّ، تساءلت الأم بذهول؟ وهي تحمل له كوب ماء، وتقربه من فمه اليشرب، لعل عصبيته تهدأ! ببساطة روی سلم لأمه قصته مع أبي فريد، صاحب بيتهم في الجبل. منتهيا إلى وضع النقود في جيبه، ليشتري لعائلته المهجرة لحما لوقعة العيد…

مرت لحظات، قبل أن تستجمع أم سليم أطراف الرواية، حتى إذا استوعبتها جيدا أخذت ذراعي ابنها وطوقتهما حول عنقها. وبشفتيها المحرورتين مسحت بقايا دموعه، وهي تهمس في أذنيه: يا الله يا حبيبي! إن عملك هو أفضل هدية تسلمتها في حياتي!… لو تعلم كم أنا فخورة بك!.. لو تعلم كم أنا سعيدة الآن !

بنت الشام
12-26-2020, 07:08 PM
يعطيك الف عافية

نبضها مطيري
12-27-2020, 06:41 AM
طرح رآقي گ روحـگ
لآعدمنا جمآل ذآئقتگ
تحية صادقه من الاعماق
وبآنتظار جديد آبداعكگ دائمآ

ابوصالح S
12-27-2020, 07:07 AM
طرح رائع كروعة حضورك
اشكر ك علي روعة ماقدمت واخترت
من مواضيع رائعه وهامة ومفيدة
عظيم الأمتنان لكَ ولهذا الطرح الجميل والرائع
لاحرمنا ربي باقي اطروحاتك الجميلة
تحياااتي

فرآشه ملآئكيه
12-27-2020, 07:14 AM
سلمت آناملك لروعة طرحهآ..
يعطِـــيكْ العَآفيَـــةْ..

شيخة الزين
12-27-2020, 01:42 PM
هطوُل يتجددُ بإبدآع ،،
سلمت لطرحك الجمييّل ؛؛
ماأنحرم من عطـآءك المميز يَ رب !
وَ بشووق لـِ جديدك العذب

نور القمر
12-27-2020, 07:02 PM
منورين بمروركم العطر

ڞــمۭــۃ ۛ ּڂۡــڣــﯟڦ ❥
12-27-2020, 09:41 PM
,,~
رووووووعه
طَآب ليٍ آلمَكوثْ حقآ هَنَآ
رآآآقٌ ليِ مآسطرتَـه هذه آلحَروفٌ
سَلَمِتْ أٌنآملِـگ عَلَى الـآنتقآء آلمميٍـز
لـآحُرمنًآ آلمولى هًذآ الهطًول آلجمَيـٍل
لروَحِـگ گـلً آلـوَد و
محًبتيٍ وآحتَرآميٍ
,,~

روحي تبيك
12-27-2020, 10:39 PM
سطور نالت الإعجاب برقي هذا الطرح
وهذا سَّــر إبداعك وذائقتك المُتميزه
سوف آظل أترقب الجديد بكل شوق
لك كل الود والاحترام

نور القمر
12-28-2020, 05:53 PM
منورين بمروركم العطر

الأمير
12-29-2020, 12:24 PM
الف شكر لموآفآتنا بكل جديد
سلمتم ودآم عطآئكم الوهآج
الله يعطيك الصحة والعآفية
https://f.top4top.io/p_17417y5wt0.jpg (https://top4top.io/)

نور القمر
12-29-2020, 06:24 PM
منورين بمروركم العطر

tarhal
12-30-2020, 03:15 PM
,.




تسلم لنآ ع طرحك القيم
:eq-35:

نور القمر
12-30-2020, 07:26 PM
منورين بمروركم العطر

روح انثى
01-01-2021, 04:14 PM
تسلم الايـآدي ع النقل الرائع
ارقى التحايا لروحك العذبه
لك خالص إحترامى
:91::91::91:

نور القمر
01-01-2021, 06:43 PM
منورين بمروركم العطر

شيخة المزايين
01-03-2021, 06:56 PM
سلمت اناملك على الإنتقاء
دمت بسعادة بحجم السماء
لقلبك طوق الياسمين

خالد الشاعر
01-04-2021, 04:23 PM
موضوع رائع ومميز
طرحتى فابدعتى دمتى ودام عطائكِ
سلمت اناملكِ على الجلب المميز
اعذب التحايا لكي
خ ـالد الشاعر

نور القمر
01-04-2021, 06:04 PM
منورين بمروركم العطر

دلوعة عشق
02-09-2021, 05:33 PM
طرح رائع ومفعم بالجمال والرقي..

يعطيك العافيه على هذا الطرح..
وسلمت اناملك المتألقه لروعة طرحها..
تقديري لك..

تذكارُ...!
02-10-2021, 07:36 AM
فيضَ مَنَ الجَمــالْ الَذي سكبتهْ
تِلَكَ الَـأنــاملْ الَاَلمَــاَسيَةَ ..!
طًرّحٌ مٌخملَي ..,
كُلْ شَئَ مختلفْ هُنــا
يعطَيكـًم العآفية .. ولـآحرَمنآ منَكـًم
بإنتظَآرَ جَديِدكًـم بشغفَ ..

:241::pl-s:

Şøķåŕą
06-19-2022, 09:21 AM
سلمت الأيادي ..
ويعطيك العافية لـ جمال الآنتقاء
لروحك جنائن الورد .

Şøķåŕą
05-14-2024, 02:47 PM
شكراً لك
بإنتظار الجديد القادم
دمت بكل خير