مشاهدة النسخة كاملة : الحج.. فرائضه وفرائده
لحج فريضة فرضها الله تعالى على من استطاع إليه سبيلا، وجعل له موعدا ومكانا ثابتين يتنادى له الناس كل عام من كل فج عميق؛ فيأتون رجالا وعلى ضامر، يرجون رحمة ربهم ويستنزلون مغفرته ورضوانه؛ بحيث يعودون منه كيوم ولدتهم أمهاتهم.
والحج مثله مثل أي فريضة له أحكام ومناسك، كما أن له منهيات ومندوبات، وله بعد ذلك حكم ومقاصد وأسرار، فتح الله على بعض عباده بها فصاغوها في مصنفات ومقالات؛ بحيث ينتقل المسلم من ظاهر العبادة إلى باطنها ومن حركاتها ومناسكها إلى روحها ونفحاتها؛ فيقبل عليها بجسده وقلبه وكل جوارحه فيؤديها حق أدائها مخلصا بها لله رب العالمين.
وفي هذا الملف نعرض لأبرز أحكام الحج وبعض معانيه وأسراره وحكمه، وكذلك نتعرف على تجارب بعض المسلمين الجدد الذين وفقهم الله تعالى لأداء هذه الشعيرة المباركة:
تعرف على كيفية الحج بشكل سهل ميسر؟ (2-1):68:
لماذا أحج؟ فضل الحج (11 حديثاً صحيحاً)
أتذكر دائماً أحد عشر حديثاً صحيحاً ذكرها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن فضل الحج وهي:
1- أن الحاج ضيف الله دعاه الله فأجابه، وسأل الحاج ربه فأعطاه. 2- أن الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة، ويرجع صاحبه مثل يوم ولدته أمه. 3- أن الحج هو أحسن الجهاد وأجمله للكبير والضعيف والمرأة. 4- أن أجر الحج عند الله عظيم، بكل خطوة حسنة أو محو سيئة أو رفع درجة. 5- أن الحاج المكبر المهلل الملبي، يبشر بالجنة. وأن علي أن أبادر وأن أتعجل بالحج. 6- أن الأجر عظيم جداً للوقوف بعرفة وللرمي وللنحر وللتقصير وللطواف. 7- أن الحج من سبيل الله. 8- أن المحروم هو الذي لا يأتي إلى الله وهو قادر مستطيع. 9- أن أفضل حاج هو: (أ- الحاج الشعث. ب- الحاج التفل. جـ- الذي يكثر ذكر الله ويرفع صوته. د- ويذبح دماً). 10- أن الأرض وما عليها (كالحجر والشجر) تلبي مع الحاج. 11- أن المتابعة والمداومة على الحج تـنفي الفقر والذنوب.
أولاً: خطوات مهمة قبل الحج (11 خطوات)
1- أحرص على إصلاح نيتي وأن يكون حجي خالصاً لله وحده. 2- أحرص على أن أحج من مال حلال.3- أحرص على مصاحبة الرفقة الصالحين. 4- أبتعد عن كل المكروهات والمحرمات. 5- أحرص على أن أتعلم أحكام الحج قبل أن أحج وأن أتبع السنة المطهرة. 6- أكثر من الدعاء إلى الله سبحانه وأتضرع إليه بأن يعينني في الحج وأن يوفقني. 7- أحرص على أستغل وقتي بأن أظل طوال الحج ملبياً ذاكراً لله سبحانه داعياً وألا أتكلم بغير ذلك. 8- لا أصطحب معي في الحج ما يلهيني ويضيع وقتي، فإن الحج هو الركن الخامس من أركان الإسلام. 9- أبتعد في الحج عن الترفه والتنعم، فإن الله سبحانه يحب الحاج الشعث التَّفِل صاحب البساطة غير المتكلف في كل أموره. 10- لا أتجاوز الميقات بدون إحرام، فإن كان منزلي داخل المواقيت فإني أحرم منه. 11- يكون الإحرام في أشهر الحج، وحتى المرأة الحائض والنفساء تحرم.
ثانيًا: ما الذي يجوز لي في الحج؟ (10 خطوات)
1- أن أغتسل واستحم أثناء الحج حتى ولو لم أحتلم، أو حتى لو لم أكن على جنابة. 2- أن أحتجم في الحج. 3- أن أشم الروائح الطيبة. 4- أن أحك رأسي وجسدي حتى لو سقط منه بعض الشعر، وأن أرمي الظفر وليس علي شيء إذا انكسر بدون أن أتعمد كسره. 5- أن أغتسل بالصابون والشامبو الذي له رائحة معطرة. 6- أن أستظل بالشمسية أو بما يشابهها. 7- أن ألبس الساعة والحزام والخاتم والنظارة والمحفظة. 8- أن أحرم في أي إحرام، وبأي لون. 9- أن ألبس ملابس الإحرام قبل الميقات، ولو في بيتي. 10- أن أزيد من عندي على ألفاظ التلبية الواردة بألفاظ مشروعة.
ثالثًا: ما الذي يستحب لي في الحج؟ (12 خطوة)
أن أغتسل للإحرام، حتى لو كانت المرأة حائضاً أو نفساء. 2- أن أدهن جسمي، وأن أطيبه وأعطره بأي طيب قبل الإحرام، وأن ألبد شعر رأسي. 3- أن أصلي ركعتين للإحرام، أو أحرم بعد أي صلاة مفروضة. 4- أن أستقبل القبلة وألبي بالحج. 5- أن أقول: اللهم هذه حجة لا رياء فيها ولا سمعة كما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، أو أقول: لبيك اللهم حجا ً. 6- أن أشترط على ربي، أنني أتحلل من الحج إن خفت أن يمنعني شيء من إتمام حجتي. 7- أن ألتزم تلبية النبي صلى الله عليه وآله وسلم. 8- أن أرفع صوتي بالتلبية. 9- أن أتقرب إلى الله عز وجل بأن أذبح له دماً أو أضحية 10- أن أكون طوال الحج ملبياً مهللاً مكبراً. 11- أحرص على أعمال البر والإحسان إلى الناس وإطعامهم ومساعدتهم وتحملهم وأن ألتزم بالأخلاق الإسلامية. 12- أن أكبر كلما صعدت مرتفعاً أو جسراً، وأن أسبح كلما هبطت منخفضاً.
رابعاً: ماذا أفعل عندما الوصول إلى مكة المكرمة؟ (5 خطوات)
1- أحرص على أذكار دعاء الخروج من المنزل ودعاء ركوب السيارة والطائرة ودعاء دخول البلد، وغيرها من الأذكار. 2- إن أمكنني أن أغتسل قبل دخول الحرم، وأن أدخله نهاراً، وأن أدخل من باب بني شيبة، فعلت ذلك أسوة برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وإن لم أتمكن من فعل تلك الأمور فلا شيء علي، والحمد لله. 3- إن أردت أن أطوف تنفلاً وتطوعا أو طواف العمرة أو الحج، فإني أتوقف عن التلبية عند بدء الطواف. 4- أدخل المسجد الحرام بالرجل اليمنى. 5- أذكر دعاء دخول المسجد وإذا دخلت الحرم دعوت الله عز وجل.
خامساً: التلبية والإحرام (ما معناه وما أنواعه وما ممنوعاته وما ملابسه؟) (22 خطوة)
معنى الإحرام: (5 خطوات)
1- أحرم، أي أنوي وأعزم على الحج، فالإحرام هو مجرد النية والعزم، وإن لم ألبس ملابس الإحرام، والإحرام ركن. 2- هنا تحرم علي ممنوعات الإحرام، أي هنا البداية الفعلية للحج، وليست من عند لبس ملابس الإحرام. 3- الملابس التي ألبسها هي ملابس الإحرام الخاصة بالحج، وليست هي الإحرام. 4- لبس ملابس الإحرام واجب. 5- أحرم من بيتي أو في الطريق أومن الميقات.
أنواعه وأنواع النسك: (4 خطوات)
1- أختار النسك الذي أرغب فيه من أنساك الحج الثلاثة. 2- إن اخترت تمتعاً، فإني أعمل عمرة ثم أتحلل منها (أي يحل لي بعدها كل شيء)، ثم أعمل حجة، وأقول: لبيك اللهم حجاً، وعليَّ ذبح دم، لأن الأجر عظيم، ولأني تحللت بعد العمرة، فالتمتع عملين بنيتين. 3- إن اخترت قراناً كما حج رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإني أقرن (أي أجمع) حجة وعمرة دفعة واحدة، أي أعمل عملين مقترنين مع بعض كأنهما عمل واحد في نية واحدة، وعليَّ دم مثل التمتع، لأن الأجر أعظم، وإن لم أتمكن من الذبح فعلي صيام عشرة أيام، ثلاثة منها في الحج وسبعة إذا رجعت إلى أهلي. 4- إن اخترت الإفراد، فإني أعمل الحج فقط بدون عمرة قبله، وليس علي دم حتى لو عملت عمرة بعده. والإفراد مثل القران في خطوات العمل.
ممنوعات الإحرام:
هي: أ- أن أغطي رأسي بشيء ملاصق مفصل كالطاقية أو الغترة. ب- أن ألبس ملابس مخيطة مفصلة على الجسم أو جزمة أو خفاً أو جورباً. ج- أن أقص شعراً أو أظافراً. د- أن أتطيب في بدني أو ملابسي. هـ – أن أصيد. و- أن أقطع شجر الحرم أو أعشابه إلا الأذخر (وهو نوع من النبات). ز- أن آخذ اللقطة (وهي الشيء الضائع) ح- أن أخطب النساء أو أتزوج أو أباشر زوجتي أو أجامعها.
ملابسه: (6 خطوات)
1- ألبس ملابس إحرام غير مفصلة على الجسم، مثل: الثوب والطاقية والسروال أو الجزمة… 2- الأفضل أن ألبس قطعتين أحداهما إزارا في أسفل الجسم، والأخرى رداء في أعلى الجسم. 3- الأفضل أن يكون لونهما أبيضين. 4- يجوز أن ألبس أي لون، وأي لبس غير مفصل على الجسم. 5- المرأة لا تنتقب ولا تلبس القفاز، وليس لها لبس معين. فتلبس أي لباس ساتر، وتغطي وجهها إذا اقتربت من الرجال الأجانب. 6- لا أتجاوز الميقات وأنا لست لابسا ملابس الإحرام، فإن حججت بدونها أو جاوزت الميقات بدونها، فعلي فدية الإحرام.
التلبية (الإهلال بالحج): (8 خطوات)
1- التلبية هي الإجابة لدعوة الله والانقياد له، وهي شعار الحج، وهي سنة نبوية. 2- الأفضل أن أرفع صوتي بالتلبية. 3- الأفضل أن أكثر منها وأكررها وأن ألبي دائما في كل حالاتي، وأينما كنت. 4- إذا كنت متمتعاً أو معتمراً فإني أتوقف عن التلبية إذا بدأت في طواف العمرة.5- ألبي حسب نوع النسك، فمثلا إن كنت معتمرا فإني أقول: لبيك اللهم بعمرة. 6- أدعو بعد التلبية وأهلل وأكبر. 7- يجوز أن أزيد من عندي على التلبية الواردة بألفاظ مشروعة. 8- أبدأ التلبية من عند الإحرام من بيتي أو الطريق أو الميقات.
سادساً: كيف أبدأ الحج؟ (4 خطوات)
1- أعتمر قبل الحج إن كنت متمتعاً، ثم أتحلل وألبس ملابسي العادية. وإذا جاء الحج فإني أحرم من حيث أسكن، وأفعل مثلما فعلت عند الإحرام سابقاً. 2- إن رغبت في عمل طواف القدوم قبل الحج فإن أجره عظيم عند الله، ولا شيء علي إن لم أعمله، سواء أكنت متمتعاً أم قارناً أم مفرداً. 3- أضطبع في الطواف (أي أكشف الكتف الأيمن) وأسرع في الأشواط الثلاثة الأولى من طواف القدوم فقط. 4- إن كنت قارناً أو مفرداً فمن الممكن أن أقدم سعي الحج قبل الطواف، ولا أسعى بعد ذلك.
سابعاً: ماذا أفعل في اليوم الأول من أيام الحج وهو اليوم الثامن من ذي الحجة: في منى؟ (4خطوات)
1- في اليوم الثامن (يوم التروية) الأفضل أن أذهب إلى منى وأبيت فيها. 2- أصلي الظهر والعصر والمغرب والعشاء قصراً بدون جمع. 3- أصلي فيها فجر اليوم التاسع (يوم عرفة). 4- أنتظر حتى تطلع الشمس.
ثامنًا: ماذا أفعل في اليوم الثاني من أيام الحج وهو اليوم التاسع من ذي الحجة: في نمرة وعرنة؟ (4 خطوات)
1- أنطلق إلى نمرة (وهي ليست من عرفة) وألازم التكبير والتهليل، وأمكث فيها إلى منتصف النهار. 2- بعد منتصف النهار أذهب إلى عرنة، وهي قبل عرفة. 3- أستمع إلى خطبة الإمام وأصلي معه الظهر والعصر قصراً وجمعا في وقت الظهر بأذان واحد وإقامتين، بدون أن أصلي النافلة. 4- ذهابي إلى نمرة وعرنة واستماعي إلى الخطبة والصلاة مع الإمام، سنة مطهرة أحرص عليها، فإن لم أستطع عملها لشدة الزحام فلا شيء علي.
تعرف على كيفية الحج بشكل سهل ميسر (2-2):68:
(120 خطوة) (33 حديثاً صحيحاً).. كيفية عملية سهلة لأداء الحج
تاسعًا: ماذا أفعل في عرفة؟ (7 خطوات)
1- أذهب إلى عرفة. 2- أقف عند الصخرات أسفل جبل الرحمة، إن تيسر ذلك وإلا وقفت في أي مكان في عرفة، ولا أصعد الجبل. 3- أقف مستقبل القبلة إن تيسر لي ذلك. 4- أرفع يدي وأكثر من الذكر والدعاء والتلبية والتهليل فإنه خير الدعاء. 5- أحرص على استغلال يوم وقفة عرفة في الخير بأنواعه وعدم ضياعه في اللهو والكلام والتصرفات غير المفيدة أو حتى في المباحات. 6- الأفضل ألا أصوم يوم عرفة لأتفرغ للإكثار من الدعاء، ولكي أستعد لأعمال اليوم التالي. 7- أنتظر في عرفة حتى غروب الشمس.
عاشرًا: ماذا أفعل في مزدلفة، ليلة العيد؟ (10 خطوات)
1- إذا غربت الشمس أتوجه (أفيض) إلى مزدلفة.2- ألتزم السكينة والخشوع وعدم المزاحمة والمضايقة لإخواني الحجاج. 3- إذا وصلت إليها بادرت فأذنت وأقمت وصليت المغرب والعشاء قصراً وجمعاً، بدون نافلة. 4- إذا كان معي نساء أو ضعاف أومن لديه عمل مضطر إليه في الحج فمن الممكن أن ننطلق من مزدلفة قبل نصف الليل. 5- إن تيسر لي أن أصعد المشعر الحرام (وهو جبل في مزدلفة) وأستقبل القبلة وأدعو فهذا أفضل، وإلا فأقف في أي مكان في مزدلفة. 6 – الأفضل أن أنام حتى الفجر، وأن أصلي الفجر في مزدلفة. 7 – عند الإمام أبي حنيفة والإمام مالك رحمهما الله تعالى أن المبيت في مزدلفة سنة. 8- أنتظر حتى يسفر الضوء كثيراً، وأدعو الله كثيراً. 9- قبل طلوع الشمس أنطلق إلى منى. 10- أحرص على السكينة والخشوع والتلبية، وإذا أتيت وادي محسر (وهو قريب من منى) فالأفضل أن أسرع.
حادي عشر: ماذا أفعل في اليوم الثالث من أيام الحج: وهو العاشر من ذي الحجة، وهو يوم العيد، وهو أيضاً يوم النحر، ويوم الحج الأكبر؟ (18 خطوة)
1 – ألتقط سبع حصيات من مزدلفة أو من أي مكان. 2- يكون حجم الحصاة صغيراً مثل حجم حبة الحمص تقريباً، ولا أغسلها. 3- أرمي جمرة العقبة فقط (وهي القريبة من مكة المكرمة). 4- أن أرمي بعد طلوع الشمس، ويستمر وقت الرمي إلى فجر اليوم التالي. 5- أجعل مكة المكرمة عن يميني، وأجعل منى عن يساري. 6- أكبْر مع كل رمية، ويكون الرمي في حوض الجمرة. 7- أتوقف عن التلبية. 8- إن لم أتمكن من الرمي في هذا الوقت فإن لدي متسع إلى آخر الليل. 9- يحل لي الآن أن ألبس ملابسي وأتطيب. 10- أنحر الهدي في مكة أو منى، إن كان عليَّ ذلك، وآكل منه وأطعم الفقراء.11- أحلق شعري وهذا الأفضل وإلا قصرته، والمرأة تقصر قدر أنملة. 12- أطوف طواف الإفاضة، ولا أرمل فيه ولا أضطبع، وأسعى سعي الحج إن كنت متمتعاً وكذلك إن كنت قارناً أو مفرداً ولم أكن قد سعيت سعي الحج مع طواف القدوم ويجوز أن أطوف وأسعى بملابسي العادية. 13- أستطيع تأخير طواف الإفاضة إلى ما بعد أيام منى. 14- إذا عملت عملين اثنين من هذه الخمسة (الرمي، الذبح، الحلق، الطواف، السعي) فهذا هو التحلل الأول أي الأصغر، فيحل لي كل شيء إلا النساء. 15- إذا عملت الأعمال الخمسة كلها أصبحت متحللا تحللا أكبرا. 16- هذه الأمور الخمسة الأفضل أن أعملها متتابعة بهذا الترتيب، لكن لو قدمت بعضها على بعض فذلك جائز والحمد لله 17- الأفضل أن أعملها متوالية بدون تأخير فيما بينها. 18- لو أخرت عمل بعضها عن بعض، أو أخرتها إلى الأيام التي بعدها فلا حرج.
ثاني عشر: ماذا أفعل في اليوم الرابع، واليوم الخامس، واليوم السادس وهي أيام التشريق؟ (13خطوة)
1-أمكث في منى ليلة أحد عشر، وليلة اثنتي عشرة، وأحرص على أن أبيت فيها تطبيقاً للسنة، وعند الإمام أبي حنيفة ورواية عن الإمامين الشافعي وأحمد رضي الله عنهما أنه سنة. 2- إن بت أيضا ليلة ثلاث عشرة فهذا أفضل، وهو السنة. 3- هذه الليالي اسمها ليالي التشريق، (أي تجفيف اللحم). 4- أرمي الجمرات الثلاث، وألقط الحصى من أي مكان. 5- أرمي الجمرات في كل أيام التشريق بعد الزوال (الظهر)، إلا أن الأحناف رحمهم الله رخصوا في الرمي يوم النفر قبل الزوال وهي رواية عن الإمام أحمد رحمه الله. 6- أرمي كل جمرة بسبع حصيات. 7- أكبر مع رمي كل حصاة. 8- أبدأ برمي الجمرة الصغرى (وهي أبعد الجمرات عن مكة المكرمة) ثم أدعو كثيراً مستقبلاً القبلة على اليمين وأرفع يدي، ثم الجمرة الوسطى وأدعو كثيراً مستقبلاً القبلة على اليسار وأرفع يدي، ثم الجمرة الكبرى (وهي جمرة العقبة) ولا أدعو بعدها. 9- إن أردت أن أبيت ليلتين فقط (أي أتعجل)، ولا أبيت الليلة الأخيرة، فإني أرمي الجمرات قبل غروب الشمس. 10- إن استطعت أن أطوف في كل ليلة من ليالي منى فهذه السنة وليس واجباً. 11- لابد أن أطوف طواف الوداع، ويجوز لي أن أجمع طواف الوداع وطواف الإفاضة مع بعضهما وأطوف مرة واحدة فقط، بشرط أن أؤخرهما. وعند المالكية رحمة الله تعالى عليهم أنه سنة وليس واجباً. 12- المرأة إذا حاضت فليس عليها طواف وداع. 13- الأفضل أن أعجل بالعودة وبالرجوع والسفر.
ثالث عشر: الفضائل (33 حديثاً صحيحًا)
أ- فضل الطواف. (9 أحاديث) ب- فضل الحجر الأسود والركن اليماني ومقام إبراهيم صلى الله عليه وعلى نبينا وسلم. (10أحاديث) ج- فضل ماء زمزم. (3أحاديث) د- وقد مر معنا في فضل الحج. (11 حديثا)
هذه ثلاثة وثلاثون حديثاً نبوياً عن فضائل هذه الشعائر الستة، وهي أحاديث صحيحة.
أ- فضل الطواف (9 أحاديث صحيحة)
يجيبك الحبيب المصطفى بنفسه بتسعة أحاديث صحيحة عن فضل الطواف، فيقول صلى الله عليه وآله وسلم:
1- أما خروجك من بيتك تؤم البيت الحرام، فإن لك بكل خطوة تطؤها راحلتك يكتب الله لك بها حسنة ويمحو عنك سيئة.
2- من طاف بهذا البيت أسبوعاً فأحصاه كان كعتق رقبة، لا يضع قدماً ويرفع أخرى إلا حط عنه خطيئة وكتب له بها حسنة.
3- من طاف بالبيت سبعا وصلى ركعتين كان كعتق رقبة.
4- الطواف بالبيت صلاة ولكن الله أحل فيه المنطق فمن نطق فلا ينطق إلا بخير.
5- الطواف بالبيت مثل الصلاة إلا أنكم تتكلمون فيه فمن تكلم فيه فلا يتكلم إلا بخير.
6- الطواف صلاة فأقلوا فيه الكلام.
7- يا بني عبد مناف لا تمنعوا أحداً طاف بهذا البيت وصلى أية ساعة شاء من ليل أو نهار.
8- من طاف بهذا البيت أسبوعا يحصيه لا يضع قدما إلا كتب له بكل خطوة حسنة وكفرت عنه سيئة ورفعت له درجة وكان له كعدل عتق رقبة.
9- وأما حلقك رأسك فإن لك بكل شعرة تسقط حسنة، فإذا طفت بالبيت خرجت من ذنوبك كيوم ولدتك أمك.
ب- فضل الحجر الأسود والركن اليماني ومقام إبراهيم صلى الله عليه وعلى نبينا وسلم (10 أحاديث صحيحة)
قال صلى الله عليه وآله وسلم:
1- مس الحجر واليماني يحطان الخطايا حطاً.
2- يا عمر إنك رجل قوي، لا تزاحم على الحجر فتؤذي الضعيف، إن وجدت خلوة فاستلمه وإلا فاستقبله وهلل وكبر.
3- قبل عمر رضي الله عنه الحجر والتزمه، وقال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بك حفياً. كما أنه رضي الله عنه قبله وسجد عليه، ثم قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فعل هكذا ففعلت.
4- إن الركن والمقام من ياقوت الجنة، لولا ما مسهما من خطايا بني آدم لأضاء ما بين المشرق والمغرب، وما مسهما ذو عاهة ولا سقم إلا شفيا، وفي رواية: إن الركن والمقام ياقوتتان من ياقوت الجنة، طمس الله نورهما ولو لم يطمس نورهما، لأضاءتا ما بين المشرق والمغرب.
5- ليبعثن الله الحجر يوم القيامة، وله عينان يبصر بهما ولسان ينطق به، ويشهد على من استلمه بحق.
6- الحجر الأسود من الجنة، وكان أشد بياضاً من الثلج، حتى سودته خطايا أهل الشرك.
7- كان صلى الله عليه وسلم يستقبل الحجر الأسود ويكبر ويستلمه بيده ويقبله بفمه ويسجد عليه، فإن لم يمكنه تقبيله، استلمه بيده ثم قبل يده، فإن لم يمكنه ذلك، أشار إليه بيده.
8- كان صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك في كل شوط من الطواف.
9- كان صلى الله عليه وسلم يستلم الركن اليماني في كل شوط من الطواف.
10- لم يكن صلى الله عليه وسلم يستلم الركنين الشاميين.
ج- فضل ماء زمزم، قال صلى الله عليه وسلم: (3أحاديث صحيحة)
1- ماء زمزم لما شرب له. وفي رواية: فرج سقفي وأنا بمكة فنزل جبريل عليه السلام ففرج صدري ثم غسله بماء زمزم. وقال صلى الله عليه وسلم: إنها مباركة وهي طعام طعم وشفاء سقم.
2- خير ماء على وجه الأرض ماء زمزم فيه طعام من الطعم وشفاء من السقم.
3- كان صلى الله عليه وسلم يحمل ماء زمزم (أي يستهديه من مكة). وقد طاف صلى الله عليه وسلم ثم ذهب إلى زمزم فشرب منها، وصب على رأسه.
رابع عشر: فضل الطواف (8 أحاديث غير صحيحة)
1- من طاف بالبيت خمسين مرة خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه. (حديث ضعيف).
2- إن الله تعالى يباهي بالطائفين. (حديث ضعيف).
3- إنما جعل الطواف بالبيت وبين الصفا والمروة ورمي الجمار لإقامة ذكر الله. (حديث ضعيف).
4- ينزل الله في كل يوم مائة رحمة وعشرين رحمة، منها على الطائفين ستون، وأربعون على المصلين، وعشرون على الناظرين. (حديث ضعيف).
5- إن الله تعالى ينزل كل يوم مائة رحمة، ستين منها على الطائفين بالبيت، وعشرين على أهل مكة، وعشرين على سائر الناس. (حديث ضعيف).
6- طواف سبع لا لغو فيه يعدل عتق رقبة. (حديث ضعيف جداً).
7- ينزل الله تعالى في كل يوم عشرين ومائة رحمة، ستين منها على الطائفين، وأربعين للعاكفين حول البيت، وعشرين منها للناظرين إلى البيت. (حديث موضوع).
8- من طاف بالبيت سبعاً، وصلى خلف المقام ركعتين، وشرب من ماء زمزم غفر الله له ذنوبه كلها بالغة ما بلغت. (حديث موضوع).
شيخة رواية
12-21-2020, 12:17 PM
:f15:
موضوع في قمة الخيااال
طرحت فابدعت
دمت ودام عطائك
ودائما بأنتظار جديدك الشيق
:f15:
الحج ركن من أركان الإسلام شرعه الله -عز وجل- تزكية للنفس ورياضة للروح وتصفية للجوهر وفرصة طيبة للرجوع إلى الله –سبحانه وتعالى- قال تعالى: “الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ” (البقرة:197).
وهناك يجتمع المسلمون من شتى بقاع الأرض يجتمع السوري مع الموريتاني ويجتمع النيجري مع النرويجي والهندي مع الأمريكي يقولون بلسان واحد: الله أكبر، لبيك اللهم لبيك، لا شريك لك لبيك، اللهم اغفر ذنوبنا، واستر عيوبنا، وكفر عنا سيئاتنا، وتوفنا مع الأبرار، فيستجيب الله دعاءهم، ويخرجهم من ذنوبهم كما يخرج الطفل يوم ولدته أمه، قال تعالى: “يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ” (الحجرات:13).
وقال النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (من حج لله فلم يرفث ولم يفسق، رجع كيوم ولدته أمه) “متفق عليه“.
ولتعلم أخي الحديث عهد بالإسلام والمستطيع أداء الفريضة ولا مانع لديه يمنعه من الذهاب أن الله قد فرض الحج مرة واحدة في العمر على المستطيع، وقد ندب النبي -صلى اله عليه وسلم- التعجيل إليها فقال: عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من أراد الحج فليتعجل، فإنه قد يمرض المريض، وتضل الضالة، وتعرض الحاجة) رواه ابن ماجه.
ولنسهل عليك أخي المهتدي الجديد أمر التعرف على مناسك الحج؛ قدمنا لك هذه الحلقة الشافية الوافية؛ لتكون وسيلة تساعدك في تعلم مناسك الحج والتعرف عليها إجمالًا قبل الذهاب إليه، ولتنأى بنفسك عن الجهل والحرج والوقوع في مخالفات نهى الله ورسوله عنها، أو الامتناع عن مباحات أحلها الله ورسوله وقت الإحرام.
يعرض لك هذا الفيديو مناسك الحج إلى بيت الله الحرام -في ثماني عشر دقيقة- من أول ملابس الإحرام والمكان الذي تحرم منه وترتدي فيه تلك الملابس مرورًا بالأشياء التي يحرم عليك فعلها من أول الإحرام إلى الفراغ من أعمال الحج (التحلل).
كذلك يعرض الفيديو للمباحات التي أحلها الله للمحرم من لبس الخاتم والساعة والحزام والنضارة والشمسية وما إلى ذلك من الأمور التي لا يكون منها حرج إن فعلتها وأنت محرم.
https://www.youtube.com/watch?v=7DTSyEoWAlQ&feature=emb_title
لحج.. أسرارٌ بديعة وحكمٌ عظيمة
الحج علاج للنفس ووقاية لها من الأمراض، فهو يدرب الإنسان على إيثار تحمل المشاق على الراحة في سبيل تحقيق ما تصبو إليه النفس من أعمال صالحة…
د. أحمد سيد الأزهري*
يتعلم الإنسان في الحج قيمة الامتثال حتى وإن غابت عنه الحكمة!
اشتمل الإسلام على جملة من الشعائر المليئة بالحكم والأسرار، شرعها الله جميعا لتزكية النفس والسمو بها فوق شهوات البدن؛ لتشعر بالسعادة الروحية، وتنعم بلذة القرب من الله رب العالمين، وجعلها جميعا سبيل التقوى وطريقه المختصر لعلكم تتقون.
ويأتي الحج في أعلى هذه الشعائر؛ فله أسرار بديعة وحكم عظيمة وغايات سامية ففيه تحقيق كمال العبودية لله رب العالمين حيث يترك الحاج بيته وأهله ويتجرد من كل زينة ويتحمل مشاق السفر وغايته رضا الله سبحانه والفوز بجناته.
ويتعلم الإنسان قيمة الامتثال حتى وإن غابت عنه الحكمة فهو يُقبِّلُ حجرا ويرجم حجرا ويطوف حول حجر طاعة لله سبحانه وامتثالا لفعل رسوله صلى الله عليه وسلم.. ويتجلى هذا في قول سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه للحجر الأسود: (والله إني لأعلم أنك حجر لا تنفع ولا تضر ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك).
ومن أسرار الحج في تأثيره في النفس يقول الدكتور أحمد شوقي إبراهيم: (وللحج علاج للنفس ووقاية لها من الأمراض، فهو يدرب الإنسان على إيثار تحمل المشاق على الراحة في سبيل تحقيق ما تصبو إليه النفس من أعمال صالحة.
وفيه تدريب على ضبط النفس والتحكم في شهوات البدن، وجهاد النفس في سبيل ما يصبو إليه الإنسان من كل مكسب من مكاسب الدنيا.. والحج يمد الإنسان بشعور غامر بالسعادة النفسية، وقد علم أن الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة، وبذلك تسمو نفسه عالياً فوق هموم الحياة ومتاعبها وما تؤدي إليه من توتر وانفعال وقلق. فالحج يحول الإنسان المتوتر البائس المحبط، إلى إنسان في قمة الرضا والسعادة).
مناسك الحج.. و الإعجاز العلمي!
وفي الإعجاز العلمي في الحج جاء في مؤتمر السنة النبوية باليرموك عن أسرار الحج في شفائه لأمراض النفس: (بيت الله الحرام أكبر مشفى للعلاج الروحي أو النفسي، والكعبة جهاز للعلاج الروحي كأجهزة العلاج بالأشعة، وإن الطواف حول الكعبة يشبه حركة الإلكترون الدائرية – وبنفس الاتجاه عكس عقارب الساعة كحركة الكون -، وحركة السعي بين الصفا والمروة تشبه حركة الإلكترون المستقيمة؛ والتي ينشأ عنها مغناطيس قطباه عند نهايتي الحركة؛ فطواف الناس حول الكعبة ينشأ عنه مجال روحي أقوى ما يكون في مركز الدوران، وهذا المجال الروحي ينتشر حول الكعبة ويقل كلما ابتعدنا عنها؛ وتزداد شدة المجال الروحي كلما كان عدد الطائفين أكثر، ويزداد هذا المجال في حجر إسماعيل – باعتباره داخل الكعبة– وعند الحجر الأسود، ولذا فإن الطائف يستلم الحجر الأسود فتغمره الأنوار؛ وإن لم يستطع فإن رفع يمينه والإشارة إلى الحجر تؤدي عمل الهوائي الذي يتلقى الموجات وتوصلها إلى جسم الطائف؛ ولذا فإن الصلاة بالبيت الحرام بمائة ألف صلاة؛ لأن المسلم أقرب إلى ربه؛ لأن المجال الروحي النوراني في الكعبة وما حولها أقوى ما يكون).
ويبقى ما يعوض الإنسان الذي فاته الحج لضعف بدنه أو لعدم استطاعته يقول العلّامة ابن رجب رحمه الله: (من فاته في هذا العام القيام بـ”عَرَفَة” فليقم لله بحقه الذي “عَرِفَه”، ومن عجز عن المبيت بـ”مزدلفة” فليبت عزمه على طاعة الله وقد قربه و”أزلَفَه”، ومن لم يقدر على نحر هديه بـ”مِنَى” فليذبح هواه هنا، وقد بلغ “المُنى”، ومن لم يصل إلى البيت لأنه منه بعيد، فليقصد رب البيت فإنه أقرب إلى من دعاه ورجاه من حبل الوريد.)
اللهم لا تحرمنا حج بيتك ولا زيارة نبيك…
من مقاصد الشريعة في الحج
من مقاصد الشريعة في الحج
الطواف
في هذه الأيام يبدأ -بتوفيق الله تعالى- تفويج الحجاج لأداء الحج لهذا العام، وإني أسأل الله تعالى أن يوفق جميع الحجاج حتى يكون حجهم مبرورًا، وسعيهم مشكورًا، وأن يكتب لهم السلامة والعافية، وأن يعودوا سالمين غانمين، وأن يكون حجهم سببًا لدخول الجنة، إن ربي سميع الدعاء.
وقد رأيت أن من المناسب أن أوجه بهذه المناسبة رسالة للإخوة والأخوات الحجاج عموما، وخصوصًا منهم الحجاج من المسلمين الجدد، وإلى من يتعلق بعض موضوعات رسالتي هذه بهم عمومًا، فأقول:
أولًا: أحمد الله تعالى أخي الحاج أن وفقك لتكون من حجاج بيته هذا العام، وأشكره على هذه النعمة العظيمة، فإن كثيرًا من إخوانك وأخواتك المسلمين يتمنون أن يكونوا في ركب الحجيج، إلا أن ذلك لم يتم لهم، إما لعجز مادي أو بدني أو غير ذلك، فأكثِر من الحمد لربك واشكره على هذه النعمة، وقد قال الله تعالى: ï´؟لئن شكرتم لأزيدنكمï´¾ وقال تعالى: ï´؟واشكروا لي ولا تكفرونï´¾، وأكثر من دعاء الله تعالى لأن يوفقك ليكون حجك مبرورًا وسعيك مشكورًا، وأن يوفقك لإتمامه وأدائه كما فرضه الله تعالى.
ثانيًا: أخي الحاج، إن حج بيت الله هو أحد أركان هذا الدين العظيم، فالإسلام قد بني على خمسة أركان -كما تعلم- والحج هو أحد هذه الأركان، ولذلك فإن منزلة هذه الفريضة منزلة عظيمة، ومقامها مقام كريم، وقد شرع الله تعالى الحج وبه تتحق كثير من المقاصد الشرعية التي تظهر بكل وضوح في شعائره وعباداته وأذكاره ومواقفه، وقد قال الله تعالى لإبراهيم عليه السلام: ï´؟وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالًا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعامï´¾ وقال الله تعالى: ï´؟الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج وما تفعلوا من خير يعلمه الله وتزودوا فإن خير الزاد التقوى واتقون يا أولي الألبابï´¾، فعليك أخي الحاج بإدراك ما قد هيأت نفسك له وما ستقدم عليه، عليك بمعرفة مكانة هذا الركن العظيم، وثوابه الجزيل، وعليك بإدراك مقاصد التشريع فيه، وفضيلة الزمان والمكان والأعمال التي ستؤديها فيه.
ثالثًا: من المؤكد أنك تعلم أخي الحاج حديث النبي صلى الله عليه وسلم: (العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة) رواه البخاري ومسلم.
هذه وصية من نبيك الكريم الذي هو أحرص علينا جميعًا حتى من أنفسنا، وقد قال الله تعالى: ï´؟لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيمï´¾.
إن مما ينبغي عليك إدراكه قبل أن تدخل في هذه الفريضة، أن تعرف معنى “الحج المبرور”، فما هو الحج المبرور؟ وكيف يكون حجك مبرورًا؟ ولطالما أن دافعك من حجك أن تؤدي هذه الفريضة، وأن تحصل على الأجر والثواب من الله، وأن يكون ذلك سببًا لدخولك الجنة، فإنه ينبغي عليك أن تعرف كيف يكون حجك مبرورًا، ثم تجتهد بعد تلك المعرفة في تحقيق الأسباب والشروط التي يكون بها حجك مبرورًا.
وقد جاء في تفسير “الحج المبرور” معانٍ كثيرة، منها أنه: الذي لا رياء فيه ولا سمعة ولا رفث ولا فسوق، وكانت النفقة فيه من المال الطيب، وقيل: المقبول، وقيل: الذي يدفع الحاج فيه زاهدًا في الدنيا راغبًا في الآخرة، وقال القرطبي -كما في فتح الباري-: الأقوال التي ذكرت في تفسيره متقاربة المعنى، وهي أنه: الحج الذي وفيت أحكامه، ووقع موقعًا لما طلب من المكلف على الوجه الأكمل.
رابعًا: يقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى) متفق عليه، أذكرك أخي الحاج بأهمية الإخلاص لله تعالى في كل العبادات والأعمال التي تتقرب بها إلى الله تعالى، وكن على يقين -دائمًا- أن الله تعالى لا يقبل العمل الذي لا يكون خالصًا له، وأراد به العامل وجههُ وحده سبحانه وتعالى، وقد قال الله تعالى ï´؟وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاءï´¾ وقال الله تعالى: ï´؟فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملًا صالحًا ولا يشرك بعبادة ربه أحدًاï´¾ وقد قال العلماء في تفسيرهم لقوله تعالى: ï´؟عملًا صالحًاï´¾ قالوا: هو الذي يكون 1. خالصًا لوجه الله تعالى، 2. وصوابًا موافقًا لسنة النبي عليه الصلاة والسلام.
فاحذر كل الحذر -أخي الحاج- من الرياء والسمعة، وكن على حذر من أن يتلاعب بك الشيطان فترائي بحجك، ويكون همك ودافعك أن يقال عنك “حاج”، أو أن تُذكر بذلك، ولا يكن خفيًا عليك أن ربك عز وجل غني عن كل عمل أشرك العامل فيه معه غيره، وقد جاء في الحديث القدسي أن الله تعالى قال: (أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملًا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه) رواه مسلم. هل ترضى لنفسك أن يكون عملك هباءً منثورًا؟! هل ترضى أن يكون نصيبك وحظك من حجك التعب والسفر والنفقة دون أجر يُكتب أو ذنب يُمحى؟!
فعليك أخي الحاج بمجاهدة نفسك لأن يكون عملك خالصًا لوجه الله تعالى، وأكثر من دعاء الله تعالى بأن يجنبك الشرك صغيره وكبيره، وأكثر من الدعاء: (اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم، وأستغفرك مما لا أعلم). واعلم أن إخلاصك لله تعالى في هذه العبادة (الحج) يكون بعلمك أنه فرض من فرائض الله تعالى، وأن الله تعالى شرعه لتحقيق ذكره وعبادته، وأن الله وحده هو الذي يجازي عليه، وأن قبوله له سبحانه وحده، وتدرك أيضًا أن أداءه كما فرض الله من أسباب رضا الله تعالى عنك، ومن أسباب دخول الجنة، وتدرك أيضًا أنك تحقق بهذه الأعمال عبوديتك لله تعالى الذي خلقك وأوجدك لتكون عبدًا له سبحانه، وتتذلل له وتدعوه وتخضع له، فهو إلهك وسيدك وربك، حل جلاله وتقدست أسماؤه سبحانه وتعالى، ويكون بتعظيمك لتلك الأعمال والشعائر والأماكن والأزمان التي عظمها الله تعالى وأمر بتعظيمها، فإذا حققت هذه الأمور وما يتعلق بها، فإنك بإذن الله تكون ممن أخلص حجه لله سبحانه وتعالى.
خامسًا: أخي الحاج لقد جهزت -وربما شاركك في ذلك من حولك- فتم تجهيز أغراض سفرك وتم دفع الرسوم على مختلف جهاتها، وتم عمل التأشيرة، واستخرجت التذاكر، وتم تحديد وقت السفر والمجموعة التي ستكون من ضمنها وبرنامج التفويج … إلى غير ذلك مما له تعلق بسفرك، وأهنئك على توفيق الله تعالى لك في ذلك.
لكن اسمح لي بهذا السؤال والذي ليس له باعث إلا محبتك ومحبة الخير لك، وإن من المعلوم في ديننا العظيم أنه لن يكتمل إيمان أحدنا حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه من الخير، وسؤالي هو: كما أن كل هذه الأمور وغيرها قد تم تجهيزها، فهل يا ترى وبنفس الاهتمام قمت بتعلم أحكام الحج؟ هل علمت أنواع النسك؟ وعرفت الفرق بين الإفراد والقران والتمتع؟ وما الذي ستؤديه منها؟ هل تعلمت صفة الحج وأركان الحج وواجباته وسننه ومستحباته؟ هل علمت ما هي محظورات الإحرام؟ هل عرفت أعمال الحاج في أيام الحج؟ هل علمت ما هي منى؟ وما عرفات؟ وما مزدلفة؟ وما الجمرات؟ وما المبيت الواجب والمبيت المسنون؟ إلى غير ذلك مما يجب عليك معرفته.
إن من المؤسف أن كثيرًا من الحجاج يقدمون إلى الأراضي المقدسة ولا يعلمون عن ذلك شيئًا! بل إني قد رأيت بعض الحجاج وهم بلباس الإحرام في يوم التروية بمنى ويسألون: أين نحن؟ وماذا نفعل؟ وأين سنكون غدًا؟ والنماذج والأمثلة في هذا الباب كثيرة جدًا، بل إن من المؤسف -جدًا- أن بعض إخواننا الحجاج قد يفسد حجه ويبطله بسبب جهله بأحكام الحج أو بعضها، وحال كثير منهم يقول: إننا أتينا ونيتنا الحج إلى بيت الله وأن الله سيتقبله منا على كل حال وبأي صفة!!
فيا أخي الحاج إني أوصيك أن تتعلم صفة الحج وأحكامه قبل سفرك، إما أن تتعلمها بنفسك، أو ليقم من يستطيع ذلك من أهلك أو أصدقائك أو جيرانك بتعليمك، حتى يكون عملك موافقًا لهدي النبي -عليه الصلاة والسلام-، وحتى يقبله الله تعالى، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم: (من عمل عملًا ليس عليه أمرنا فهو رد (متفق عليه، وقد حج النبي صلى الله عليه وسلم وكان يقول في حجته وهي المشهورة بــ “حجة الوداع” كان يقول: (لتأخذوا عني مناسككم؛ فإني لا أدري لعلي لا أحج بعد حجتي هذه) رواه مسلم.
لا أظنك أخي الحاج تجهل أهمية تعلمك لهذه الأمور، كما لا أظن أنك لا تعلم أن تعلمك لذلك –أحكام الحج- لا يقل في الأهمية عن الأمور التي قمت بتجهيزها، إذًا لماذا يزهد الكثيرون من الحجاج في معرفة أحكام وصفة العبادة التي يقومون بأدائها والتقرب بها إلى الله سبحانه وتعالى؟! أليس هذه الأعمال هي التي يرجون قبولها وأن تكتب لهم في ميزان حسناتهم؟!
وفي هذا المقام فإني أقول: إن المسؤولية في ذلك لا تقع على الحاج وحده، وإنما يشاركه في ذلك من حوله من أهله وقرابته، وقد رأينا أن كثيرًا من الإخوة والأخوات يرسلون لأهلهم المبالغ للحج، ولكن لا يكون في اهتمامهم بأهلهم – وخاصة الكبار في السن من الأمهات والآباء – أن يؤدوا الحج أداءً صحيحًا، كما أن المسؤولية أيضًا في ذلك على العلماء والدعاة والخطباء والوعاظ وطلاب العلم، فإن عليهم أن يبينوا للناس ويوضحوا لهم في خطبهم ومحاضراتهم ودروسهم وبرامجهم أحكام الحج وصفته وآدابه، كما أن الجهات الحكومية المختصة عليها واجب كبير في ذلك، وخاصة وزارة الأوقاف والإرشاد، في القيام بتوجيه الحجاج ودعوتهم وإرشادهم، وتعيين الدعاة (الأكْفَاء) والمرشدين الخيرين لصحبتهم، وهذا كما لا يخفى من أهم أعمال وواجبات هذه الوزارة.
وإن مما يذكر في هذا المقام أن حجاج بعض الدول الآسيوية كماليزيا مثلًا، ومع أنهم لا يقرأون ولا يتكلمون اللغة العربية إلا أنهم يأتون إلى الحج وقد تعلموا وعرفوا أحكام المناسك وأنواع النسك والطواف والسعي وغيرها، وذلك من خلال دراستهم لهذه الأحكام، بل إن من شروط الحصول على تأشيرة الحج في تلك الدول تعلم هذه الأحكام عبر مؤسسات ومعاهد تعمل في هذه الخدمة خصوصًا، وهذا من توفيق الله تعالى لهذه الدول ولهذه الحجاج، إذ إنهم أدركوا أولوية هذا الأمر وأهميته فأعطوه من الأولوية والعناية ما هو جدير بها.
سادسًا: وأختم رسالتي هذه أخي الحاج بتذكيرك أن التلبية من ذكر الله تعالى وهي إقرار واعتراف أن الحمد والنعمة لله وحده وكذا الملك، وبها الشهادة أنه لا شريك له سبحانه، لا شريك له في ربوبيته، ولا ألوهيته، ولا أسمائه وصفاته، والطواف بالبيت وبين الصفا والمروة ورمي الجمار شرعت لذكر الله تعالى، كما أخبر بذلك النبي -عليه الصلاة والسلام-، ويوم عرفة هو يوم الركن الأعظم من أركان الحج وهو يوم ذكر لله ودعاء، والمشعر الحرام بالمزدلفة قد أمرك الله بأن تذكره فيه، قال الله تعالى: ï´؟فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام واذكروه كما هداكم وإن كنتم من قبله لمن الضالينï´¾ وأيام منى هي أيام ذكر لله تعالى كما جاء في الحديث، وحتى إذا قضيت المناسك فإن الله تعالى قد أمرك بأن تكثر من ذكره قال الله تعالى: ï´؟فإذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله كذكركم آباءكم أو أشد ذكرًاï´¾، فأوصيك أخي الحاج باستشعار هذا الأمر العظيم والاجتهاد فيه، وأن يكون ذكر الله تعالى هو أكثر ما تهتم به؛ تسبح الله وتحمده وتكبره وتشهد أن لا إله إلا هو، وتكثر من الاستغفار، وبالجملة تكثر من ذكر الله تعالى بما ورد في الشرع في الآيات والأحاديث الصحيحة، وتتجنب الأذكار المبتدعة، واحذر أن تكون مثل الكثيرين من الحجاج الذين تذهب عليهم تلك الساعات المباركة في تلك الأماكن المقدسة في القيل والقال وما لا فائدة لهم ولا جدوى فيه، وقد لا يتيسر لهم المجيء مرة أخرى إلى هذه البقاع.
فأسأل الله تعالى أن ينفعك أخي الحاج بما قلته لك في هذه الرسالة المختصرة، – من مقـــاصد الشريعة في الحــــج – كما أسأله -سبحانه- أن يوفقك لأداء الحج المبرور وأن يجعله من أسباب دخولك الجنة، وأن يحفظك حتى ترجع إلى أهلك سالمًا غانمًا قد قبل الله حجك وشكر سعيك وغفر ذنبك، وكتب الله لك الرضا والسعادة في الدارين، والله ولي التوفيق وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
معاني الحج وأسراره ومقاصده
مثلما اختار الله من الأمم أحسنها وفضّلها على كثير من الأمم الأخرى ومثلما اختار الله من البشر أناسًا فضلهم أيضًا واصطفاهم وجعل منهم رسله وأنبيائه؛ اختار الله أيضًا من الأماكن أحسنها وأفضلها وباركها وجعل فيها هدىً للناس وأمنًا للعالمين وقبلة للمصلين إلى يوم الدين وهو المكان والبقعة الأولى التي وضعها الله وفرض علينا الحج إليه، قال الله تعالى: “إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ* فِيهِ آيَاتٌ بَيِّـنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِناً وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ” (آل عمران:97).
والحج إلى بيت الله الحرام ركن من أركان الإسلام لقوله تعالى: {ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا} وقوله صلى الله عليه وسلم: (بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت من استطاع إليه سبيلا) (صحيح- الألباني) فالحج واجب على كل مسلم مستطيع مرة واحدة في العمر.
ومن الواجب على كل مسلم يريد أن يفهم عباداته ويتأملها تأملاً وفهمًا صحيحًا؛ بحيث يفهم المطلوب منها أولًا وأن يتفهم أسرارها ومعانيها ومتى وأين وكيف يحقق الغاية منها؛ وهو ما سنتعرض له في هذه المقالة إن شاء الله؛ في نقاط بسيطة وسريعة لكي نذكر أنفسنا وإياك أخي المسلم بكل ما يتعلق من الحج من ناحية أسراره ومعانيه وعلله ومقاصده ومراداته وخاصة ونحن على أبواب موسم الحج التي تفصلنا عنه أيام قلائل؛ ولئلا يصير الحج عبادة ظاهرية جوفاء لا تتجاوز الحركات الظاهرة ولا يستفيد منها القلب شيئًا، يقول الله تعالى: “الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللّهُ وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ” (البقرة:197).
إن إقامة التوحيد الخالص كما يقول الدكتور/ سليمان أبالخيل وتنقية العبادة من شوائب الشرك من أهم مقاصد الحج وحكمه وأسراره البالغة، يدرك ذلك –على حد تعبيره- من قرأ حجة النبي صلى الله عليه وسلم وعاش معه في كل جزئية من جزئيات الحج، وهناك حكم أخرى ومقاصد ومطالب تظهر للمتأمل والمريد؛ نذكرها باختصار في مقالنا هذا…
المقصد الأول: التذكير بأول منازل الآخرة
وهو أول المقاصد ويتضح جليًا من ارتداء ملابس الإحرام، حيث يتجرد الإنسان من كل متعلقاته ويتذكر أول منازل الآخرة، إنه القبر فمن نجا منه، فما بعده أيسر منه.
إن تذكر القبر وعذابه معناه: قصر الأمل، وبقاء حقيقة الموت ماثلة في ذهن المؤمن قبل مثول حقيقة الحياة؛ فيكون أشد حرصاً على الطاعة، وأكثر بعداً عن المعصية.
المقصد الثاني: التذكير بالوحدة والمساواة
وهو ما يتجلى في الحج من الوحدة الإسلامية والمساواة بين المسلمين، فالجميع قد طرح الملابس، وظهروا في زي واحد، الغني والفقير، والقوي والضعيف، في وحدة تامة في الشعائر والهدف والعمل والقول، لا إقليمية، ولا عنصرية، ولا عصبية للون أو جنس أو طبقة، قال تعالى: “إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ” (الأنبياء:92)، وقال صلى الله عليه وسلم: (الناس بنو آدم، وآدم من تراب) أخرجه أبو داود، وقال صلى الله عليه وسلم: (لا فضل لعربي على عجمي، ولا لعجمي على عربي، ولا أحمر على أسود، ولا أسود على أحمر، إلا بالتقوى) “أخرجه أحمد”.
المقصد الثالث: التذكير بيوم الجمع
ففي الحج يجتمع الناس من كل حدب وصوب على اختلاف بيئاتهم ولغاتهم، وأجناسهم وأعراقهم، في صعيد واحد في يوم عرفة، لا يملكون شيئا من حطام الدنيا إلا ما يواري سوءاتهم، جاءوا شعثًا غبرًا، تخلّوا طواعية عن أولادهم وأموالهم ومناصبهم وسلطانهم؛ ليقفوا في هذا الصعيد الطاهر أداءً للفريضة وطلباً للمغفرة، والفارق بين هذا الجمع وبين يوم الحشر أن الأخير يوم حساب وجزاء لا طلب ولا رجاء، كما أنه يعم الناس جميعا أولهم وآخرهم على سبيل الجبر والاضطرار لا على سبيل الرغبة والاختيار فضلاً عن كونهم حفاة عراة.
المقصد الرابع: تحقيق تقوى الله عز وجل
وذلك إنما يكون بامتثال الأوامر، واجتناب النواهي والتجرد من شهوات النفس، وحبسها عن كل ما حرم الله، فالإحرام يمتنع بسببه المحرم عن أمور يباح بعضها له لولا هذه النية، وهذا يربي في المسلم قوة الإرادة وضبط النفس، واستشعار عظمة الله وعبوديته، ويجعل المسلم يستقيم على دين الله بعد ذلك، ولا يحدث نفسه بالرجوع إلى ماضيها المليء بالمعاصي، ولذلك استحق من صابر نفسه وجاهدها على ذلك أن تغفر ذنوبه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من حج هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه) (صحيح البخاري).
المقصد الخامس: التربية الجهادية وإحياء روح الجهاد
وهذا المقصد واضح من خلال تنقل الحجاج من مكان إلى مكان، بدءا من منازلهم حتى وصولهم إلى مكة المكرمة، ثم الدخول إلى بيت الله الحرام، وفي تحمل زحام الطواف والسعي، ورمي الجمرات، وتشتد ذروة العمل الجهادي يوم النحر حيث يجتمع فيه الرمي، والحلق والتقصير، والذبح، والطواف بالبيت وهذا كله يتطلب من الحاج أن يكون قويا مستطيعا لتحمل هذه المشاق، وفي هذا تذكير بأن روح الجهاد في الأمة لابد أن تبقى حية لا تموت أبدا؛ لأنه ذروة سنام الإسلام ومصدر عزتها وقوتها.
المقصد السادس: الصبر والإيثار وتحمل المشاق
يأتي الناس في الحج من بقاع شتى؛ تختلف طبائعهم ففيهم اللين الجانب، وفيهم الغليظ الفظ، وفيهم الحاد الطبع، وفيهم الشديد، و فيهم الضعيف، وفيهم الشيخ الهرم والشاب اليافع والصبي الصغير والطفل الرضيع ولابد للحاج أن يتحلى بخلق الصبر والإيثار فلا يزاحم الكبير، ولا يقسوا على الصغير،لاسيما عند الطواف والرمي وتقبيل الحجر، ويتذكر دوما قوله تعالى: “الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُوماتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدالَ فِي الْحَجِّ” (الْبَقَرَةِ: 197).
والحج يُعَوِّد المسلم على تحمل المشاق، وركوب الأهوال، ومفارقة الأهل والأحبة، والتضحية بالراحة والدعة والأموال طلباً لمرضاة الله، وابتغاء ما عند الله، وتكميلاً لدين الله، ففيه تمام الابتلاء، وكمال الامتحان، وبذلك تظهر قوة الإيمان واليقين، لأن من النفوس من يَهُون عليها البذل.
المقصد السابع: التأسي والاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم
إن الحج يربي فينا قوة التأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم، ووجوب اتباعه، وتلقي التشريعات من سنته، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يؤدي مناسكه، ويوقف أصحابه على كل جزئية، ويقول: (خذوا عني مناسككم فلعلي لا أراكم بعد عامي هذا) أخرجه مسلم، وهذا ليس خاصًا بالحج، بل إن جميع الأمور المتعلقة بالعبادات يجب على كل مسلم أن يتلقاها من المشرع، ولا تصح عبادة لم يتحقق فيها هذا الشرط، وهو الاتباع للنبي صلى الله عليه وسلم، يقول الله سبحانه: “قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ“(آل عمران: 31)، ويقول جلَّ وعلا: “وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا” (الحشر:7).
المقصد الثامن: وحدة الهدف والمصير
ترى الحجاج جاءوا من كل فج عميق، لمقصد واحد إنه طلب المغفرة، والتقرب إلى الله بأداء ما افترضه عليهم، تحت لواء واحد، إنه الإسلام وشعار واحد “لبيك اللهم لبيك، لبيك لاشريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لاشريك لك” وهكذا يجب أن يكون المسلمون في هدفهم وشعاراتهم فكل شعار سوى الإسلام باطل، وكل مقصد لا يخدم الإسلام مردود على صاحبه، فعن عبد الله بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (لا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يَكُونَ هَوَاهُ تَبَعًا لِمَا جِئْتُ بِهِ) [رواه ابن أبي عاصم في كتاب السنة ومعه ظلال الجنة في تخريج السنة للألباني 1/ 12 رقم (15)].
المقصد التاسع: التعارف
جاء الحجاج من بلدان وقبائل شتى، في مكان واحد جمعتهم أخوة الإسلام، والتعارف بينهم أمر حتمي ـ وإن كانوا من بلد واحد ـ نظرا لوحدة المكان، وطول المقام، وبهذا التعارف تزداد روابط الألفة والأخوة بينهم، وكثيرا ما يمتد هذا التواصل إلى ما بعد العودة إلى ديارهم، حيث تتواصل مراسلات البر والمعرفة، وتزداد روابط المحبة بينهم، وهذا من مقاصد الإسلام وصدق الله الحكيم “يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ” (الحجرات:13).
المقصد العاشر: التذكير بأولويات السياحة في الإسلام
أصبحت السياحة في العصر الحديث جزءا لا يتجزأ من حياة الناس أيام الإجازات أو العطل، وفي أوقات الفراغ، وتستهلك جزءا كبيرا من مدخراتهم، بل ربما تجد بعض المسلمين يعد لها العدة منذ زمن طويل، ليشد الرحال شرقا أو غربا؛ فيضيع وقته بين اللهو والترف والملذات دون فائدة أو مصلحة تعود عليه، وفريضة الحج رحلة إيمانية تربوية تذكرنا بأن السياحة الدينية لها أولوية الاهتمام عند المسلم فتكون بأداء الفريضة أولا، ثم التتابع بين العمرات، فيحصل الأجر والثواب ويبقى البيت معموراً بزواره طوال العام.
المقصد الحادي عشر: التوقيف في العبادة دون البحث عن عللها
يذكرنا الحج بأن العبادات توقيفية لا دخل لأحد فيها بتبديل و تغيير، أو نقصان زيادة؛ لأن الله تعالى هو الذي شرعها، واختار لعبادة التعبد وفق ما أراد سبحانه لحكمة يعلمها هو، ولا يحق للمسلم أن يشغل نفسه بالبحث عن علل تقبيل الحجر، أو الجلوس في منى أياما دون عمل شعائر سوى أداء الصلوات فقط، أو الطواف من الكعبة يساراً وغير ذلك، فالمسلم يتعلم من هذا وغيره كيفية الاستسلام و التسليم لله فيما أمر لعبادته دون البحث عن علتها؛ لأنه من تمام الإيمان.
المصادر:
من مقاصد الحج وأسراره وحكمه ومظاهر التوحيد فيه- سليمان أبالخيل- صحيفة الجزيرة السعودية.
عشرون مقصدًا من مقاصد الحج في الإسلام- عبدالتواب مصطفى خالد- شبكة لها أون لاين.
مقاصد الحج التربوية- محمد بن عبدالعزيز الشمالي – موقع صيد الفوائد .
فريق التحرير – موقع “المهتدون الجدد”.
الإخلاص في الحج.. من شروط الحج المبرور
من علامات الإخلاص عدم المبالغة في النَّفَقَةِ والمَصْرَفِ بحيث يخرج الحَاجُّ والمُعْتَمِرُ من حَدِّ القَصْدِ والاعتدال إلى السَّرف والخُيَلاَء…
هيثم محمد حيدر
الإخلاص
اللَّهم حَجَّـةٌ لا رِيَاءَ فيها ولا سُمْعَةً…
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: حجَّ النبي صلى الله عليه وسلم عَلَى رَحْلٍ رَثٍّ، وقَطِيفَةٍ تُسَاوي أربعة دراهم أوْ لا تُسَاوي، ثم قال: (اللَّهم حَجَّـةٌ لا رِيَاءَ فيها ولا سُمْعَةً) (رواه ابن ماجه).
والرِّياء ضد الإخلاص، والإخلاص هو أن تقصد بعملك وَجْهَ الله تعالى، أمَّا الرِّياء فمشتق من الرُؤيَةِ وهو: أن يُعْمَلَ العَمَلُ لِيَرَاهُ النَّاس، والسُّمْعَةُ مشتقة من السَّمَعِ وهو: أن يُعْمَلَ العَمَلُ لِيَسْمَعَهُ النَّاس، وكلاهما مُحْبِطٌ للعمل.
قال العلماء: الحديث دليل على تحريم الرِّياء والحثِّ على وجوب الإخلاص في الأعمال، وفي الحديث دليل على أن الفضائل الواردة في فضل الحَجِّ إنما هي لمن أراد بِهَا وجْهَ الله تعالى مُخْلِصًا، ومن قصد بعمله أن يَسْمَعَهُ النَّاس ويَروه لِيُعَظِمُوهُ وتعلو منزلته عندهم، حَصَلَ له ما نَوَاهُ وقَصَدَهُ من ثواب الدنيا وكان ذلك جزاءه على عمله، ولا يُثاب عليه في الآخرة، فَشَرْطُ حُصُولِ ونَيْلِ ثواب الآخرة: إخْلاَصُ النِّيةِ لله تعالى.
وفي قول: رَحْلٍ رَثٍّ، إشارة إلى أن من علامات الإخلاص عدم المبالغة في النَّفَقَةِ والمَصْرَفِ بحيث يخرج الحَاجُّ والمُعْتَمِرُ من حَدِّ القَصْدِ والاعتدال إلى السَّرف والخُيَلاَء.
ويستفاد مما سبق الجزاء من جنس العمل، جاء في الحديث عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَنْ سَمَّعَ النَّاس بِعَمَلِهِ سَمَّعَ الله به سَامِعَ خَلْقِه يوم القيامة فَحَقَّرَهُ وصَغَّرَهُ) (رواه أحمد).
الإخلاص في الحج.. من شروط الحج المبرور
عن ماعز رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سُئل: أيُّ الأعمال أفضل؟ قال: (أفْضَلُ الأعْمَالِ: الإيمان بالله وَحْدَهُ، ثُمَّ الجهاد، ثُمَّ حِجَّةٌ مَبْرُورَةٌ تَفْضُلُ سَائِرَ الأعْمَالِ كما بين مَطْلَعِ الشَّمْسِ إلى مَغْرِبِهَا) (رواه أحمد).
وقال العلماء: إنما تكون الحجَّة مبرورة إذا رَاعَىَ الحَاجُّ ما عليه من الشروط والآداب، والتي منها اِسْتِطَابَةُ الزَّادِ، والاعْتِمَادُ عَلَىَ رَبِّ العِبَادِ، والرِّفْقُ بالرفيق، وتَحْسِينُ الأخْلاَقِ، وتَتَبُعُ الأرْكَانِ على ما تقتضيه الأحْكَام، وإقَامَةُ الشَّعَائِرُ على مَعْلُومُ السُّنةِ لا على مَعْهُودِ العَادَةِ.. وقبل كل ذلك الإخلاص وتوجيه النية صوب الخالق وحده دون سائر العباد.
بنت الشام
12-21-2020, 02:39 PM
بارك الله فيك
ملكة المنتدى
12-21-2020, 03:54 PM
جزاك الله خير
الأمير
12-21-2020, 06:19 PM
أحسنتم بآرك الله فيكم
وجزآكم الله خير
وجعله في ميزآن حسنآتكم
raneem
12-22-2020, 04:35 AM
_
جزاك الله كل خير ..
دمت بحفظه ..
نور القمر
12-22-2020, 03:17 PM
جلب راقي وانتقاء مميز
بوركت جهودك المثمرة
ولا حرمنا عطائك
ودي ..
خالد الشاعر
12-22-2020, 03:27 PM
جزاكى الله خير وجعله بموازين حسناتكِ
لا عدمناا حضووركِ
لروحكِ احترامي وتقديري
ڞــمۭــۃ ۛ ּڂۡــڣــﯟڦ ❥
12-22-2020, 05:08 PM
,,~
جَزآگ اللهُ خَيرَ آلجَزآءْ..،
جَعَلَ يومَگ نُوراً وَسُروراً
وَجَبآلاُ مِنِ آلحَسنآتْ تُعآنِقُهآ بُحوراً..
جَعَلَهُا آلله في مُوآزيَنَ آعمآلَگ
دَآمَ لَنآعَطآئُگ..
دُمْت بــِطآعَة الله ..~
,,~
حكاية حب
12-22-2020, 07:11 PM
جزاك ربي خير الجزاء
ونفع الله (https://hwazen.com/vb/t361.html)بك وسدد خطاك
وجعلك من أهل جنات النعيم
hmsraqi
12-23-2020, 12:43 PM
جَزَاك اللَّهُ خيـر الْجَزَاء
وَبَارَكَ اللَّهُ فِيك وَنَفَع بِك
أَسْأَلُ اللَّهَ أَنْ يَكْتُبَ أَجْرَك
وَيَرْفَع قَدْرُك ويشرح صَدْرِك
تحيتي وَتَقْدِيرِي .
https://b.top4top.io/p_17803l95x1.gif
لَـحًـــنِ ♫
12-23-2020, 04:54 PM
سلمت يدآك على روعة الطرح
وسلم لنآ ذوقك الراقي على جمال الاختيار
تحيآتي...~
https://malekat-alhroof.com/up/uploads/154436520022065.gif
ملكه
باااارك الله فيكم وفي تواجدكم
الطيب
وجزاكم الله بمثله واثابكم عليه
اشكركم وممنونة لكم
تقديري لكم ودمتم بالف خير
لجن
باااارك الله فيكم وفي تواجدكم
الطيب
وجزاكم الله بمثله واثابكم عليه
اشكركم وممنونة لكم
تقديري لكم ودمتم بالف خير
الاميره
باااارك الله فيكم وفي تواجدكم
الطيب
وجزاكم الله بمثله واثابكم عليه
اشكركم وممنونة لكم
تقديري لكم ودمتم بالف خير
بنت الشام
باااارك الله فيكم وفي تواجدكم
الطيب
وجزاكم الله بمثله واثابكم عليه
اشكركم وممنونة لكم
تقديري لكم ودمتم بالف خير
همس
باااارك الله فيكم وفي تواجدكم
الطيب
وجزاكم الله بمثله واثابكم عليه
اشكركم وممنونة لكم
تقديري لكم ودمتم بالف خير
خالد
باااارك الله فيكم وفي تواجدكم
الطيب
وجزاكم الله بمثله واثابكم عليه
اشكركم وممنونة لكم
تقديري لكم ودمتم بالف خير
روحي تحبك
باااارك الله فيكم وفي تواجدكم
الطيب
وجزاكم الله بمثله واثابكم عليه
اشكركم وممنونة لكم
تقديري لكم ودمتم بالف خير
شيخه
باااارك الله فيكم وفي تواجدكم
الطيب
وجزاكم الله بمثله واثابكم عليه
اشكركم وممنونة لكم
تقديري لكم ودمتم بالف خير
عتبيه
باااارك الله فيكم وفي تواجدكم
الطيب
وجزاكم الله بمثله واثابكم عليه
اشكركم وممنونة لكم
تقديري لكم ودمتم بالف خير
روحي تبيك
12-26-2020, 11:26 AM
جزاك الله خير وجعله في ميزان حسناتك
ولا حرمك الأجر يارب
وأنار الله قلبك بنورالإيمان
أحترآمي لــ/سموك
يع ــطيك الع ــآفية
ولآ ع ــدمنآ تميز انآملك الذهبية
دمت ودآم بح ــر عطآئك بمآ يطرح متميزآ
بنتظآر القآدم بشووق
مآآآآآنـــــنـــحرم من جديد آلمتميز
ابوصالح S
01-06-2021, 02:11 AM
جزاك الله خير الجزاء
وشكرا لطرحك الهادف و اختيارك القيم
وجعل ما كتب فى موازين حسناتك
Şøķåŕą
06-02-2022, 06:09 AM
سلمت الأيادي ..
ويعطيك العافية لـ جمال الآنتقاء
لروحك جنائن الورد .
vBulletin® v3.8.11, Copyright ©2025, Trans. By Soft