شيخة رواية
12-18-2020, 08:23 AM
موطا دوندرمة بقلم #أزهر_اللويزي
كنت أتجوّل في سوق مكتظٍ بالناس ويعجُ بالحركة والنشاط ، فوقعت عيني على طفل نحيف يلبس أسمالآ بالية ، وتكسو وجهه ملامح البؤس والشقاء ، يحمل على ظهره (فلينة) أثقلت كاهله في لهيب صيف قائظ ، وهو ينادي بصوت هادئ رخيم : موطا دوندرمة ، موطا دوندرمة .
هرع رجل من أحد المحلات تلمع صلعته تحت أشعة الشمس ، فأمسك بعضد الطفل الصغير ودفعه بعنف حتى أسقطه أرضآ وهو يوبّخه بكلمات نابية .
فأخبره الطفل بعدما نهض وهو يُكفكف دموعه ، أنه لم يكن يعلم بأنه يبيع موطا دوندرمة .
إلتفت الرجل يمينآ وشمالآ وهو يعيد ضبط حزام بطنه ليخفي ترهّلاتها .
فحدّثت نفسي قائلآ : عندما لا يتمسّك الناس بحبل الله ولا يساعد بعضهم بعضآ ، سيرسل عليهم الزلازل والكوارث والأعداء .
فقررت أن أدخل معهما الحوار وقلت للرجل : لمَ عاملته بفظاظة ؟
فأطلق شهقة عالية وقال : إنه ينافسني على رزقي ويدخلني في دوّامة الوجل .
فأخبرته أن الأرزاق قد تكفّل بها الله وهو القائل : " وفي السماء رزقكم وما توعدون " .
فرمقني بنظرة تشي بالغضب وقال : إنه يُعكّر صفو حياتي ولا أحب أن ينافسني أحد .
فقلت له : كلما ضعفت الروح هاجت غريزة التوحّش ! .
أخذت بيد الطفل ومشينا خطوات ، فودّعته بنصيحة : إعمل بجد وتفائل بالحياة والله يحب المتوكلين ، ولا تنسَ أن هناك عالمآ آخر .
لاحت إبتسامة متعبة على مُحياه ومضى في مواصلة مشواره ، فأحسست بطاقة متدفقة تسري في جسدي ، ولا زال ذلك المشهد محفورآ في ذاكرتي ، ودندنة : موطا دوندرمة ، موطا دوندرمة ! .
كنت أتجوّل في سوق مكتظٍ بالناس ويعجُ بالحركة والنشاط ، فوقعت عيني على طفل نحيف يلبس أسمالآ بالية ، وتكسو وجهه ملامح البؤس والشقاء ، يحمل على ظهره (فلينة) أثقلت كاهله في لهيب صيف قائظ ، وهو ينادي بصوت هادئ رخيم : موطا دوندرمة ، موطا دوندرمة .
هرع رجل من أحد المحلات تلمع صلعته تحت أشعة الشمس ، فأمسك بعضد الطفل الصغير ودفعه بعنف حتى أسقطه أرضآ وهو يوبّخه بكلمات نابية .
فأخبره الطفل بعدما نهض وهو يُكفكف دموعه ، أنه لم يكن يعلم بأنه يبيع موطا دوندرمة .
إلتفت الرجل يمينآ وشمالآ وهو يعيد ضبط حزام بطنه ليخفي ترهّلاتها .
فحدّثت نفسي قائلآ : عندما لا يتمسّك الناس بحبل الله ولا يساعد بعضهم بعضآ ، سيرسل عليهم الزلازل والكوارث والأعداء .
فقررت أن أدخل معهما الحوار وقلت للرجل : لمَ عاملته بفظاظة ؟
فأطلق شهقة عالية وقال : إنه ينافسني على رزقي ويدخلني في دوّامة الوجل .
فأخبرته أن الأرزاق قد تكفّل بها الله وهو القائل : " وفي السماء رزقكم وما توعدون " .
فرمقني بنظرة تشي بالغضب وقال : إنه يُعكّر صفو حياتي ولا أحب أن ينافسني أحد .
فقلت له : كلما ضعفت الروح هاجت غريزة التوحّش ! .
أخذت بيد الطفل ومشينا خطوات ، فودّعته بنصيحة : إعمل بجد وتفائل بالحياة والله يحب المتوكلين ، ولا تنسَ أن هناك عالمآ آخر .
لاحت إبتسامة متعبة على مُحياه ومضى في مواصلة مشواره ، فأحسست بطاقة متدفقة تسري في جسدي ، ولا زال ذلك المشهد محفورآ في ذاكرتي ، ودندنة : موطا دوندرمة ، موطا دوندرمة ! .