المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بين الشدة والرخاء


روح انثى
12-04-2020, 04:24 PM
https://img1.liveinternet.ru/images/attach/c/11/117/375/117375153_1__231_.gif

https://img1.liveinternet.ru/images/attach/c/11/117/375/117375153_1__231_.gif

بين الشدة والرخاء

كانا يَرقُبانِ صنعَ اللهِ بذلك الإنسان، وكيف تعمل فيه المصيبةُ والشدة مثلما يعمَلُ به الرخاء، فأرادا أن يجعلا لهما في مَيْدان القول كما لهما في ميدان العمل.

ابتدرَتِ الشدةُ قائلةً:
• أَمَا ترى لهذا الإنسان كيف تُربِّيه الشدة؛ إذ يفيء إلى ربِّه متضرعًا سائلًا كشفَ البلاء، معترفًا بقَدْرِ نفسه، مُسلِّمًا بضعفِه وفقره وفاقته؟!

إنه في ذلك الوقت إنسانٌ آخرُ غير الذي كانَه وقت الرخاء، غافلًا عن حقيقةِ نفسه، ظانًّا أنه متحكِّم بمصيره، مُقرِّر لغدِه ما يريد!

إن أحدَهم لَيَظلُّ طالبًا للحياة، متلهفًا على الوصول لقِمَّتِها، باذلًا من مواهبه ومما وهَبَه الله مِن نِعَم وطاقاتٍ ما يُعِينه على الوصول، يصرفه ذلك الهمُّ وتلك الرغبة في التمتُّع بلذائذِ الحياة عن تفقُّد حال نفسه، وتلمُّسِ جوع روحه التي تَذْوِي تحت وَطْأة النفس المتطلبة، فإذا احتوَشَتْه المصائب، وأعجزَتْه طاقته العليلة عن حملها، وارتدَّ بصره خاسئًا كلما أطلَقَه بين الأصحاب يبتغى عونًا أو مشاركةً في الأحمال - هنالك يُدرِك أنه ذليلٌ وحيد، وأن روحه المُقفِرة تصرُخُ طالبةً بعضَ الغيث، فتنحطُّ رحاله على الباب، وتصعَدُ زفراتُه قويةً هادرةً: إني ضعيفٌ محروم! فيأتيه المَدَد مِن فوره وينفتح له الباب، فتروَى جذورُه اليابسة، وتحيا نفسٌ بعد موتها، ويعود يُدرِك أنه كان في الظُّلمة متخبطًا، وأنه الآن أبصَرَ واستضاء، أفلا تكون الشدة حينذاك هديَّةً مِن ربه وعطاءَ كريمٍ يجب له الشكر وغاية الرضا؟

ابتسم الرخاء لتلك المدافعة القوية، فقال:
أَمَا إنَّكِ لصادقةٌ فيما قلتِ؛ فكم رأيتُ مَن أصابَتْه الشدة، فعاد بعد أن أوغل في البعد، وأبصَرَ بعد أن سلبَتْه الظُّلمةُ نورَ قلبه!

أمَّا الرخاء، فعندي أنه فتنةٌ لا ينتبه لها كثيرٌ مِن الناس، إنهم يرونَها دليلَ رضا وجوازَ مرورٍ لِما ينشُدُه القلب من راحة وصفاء من الهموم!

أما فعله في النفس، فكثيرًا ما يصيبها اعتيادُ النِّعَم بنسيان الشكر قولًا وعملًا، إنك لَتَرين إلى رجلٍ رُزِق الزوجة والذرية، فلا يكاد يلتَفِتُ إليهم إلا ساخطًا متبرمًا يبحث عما لا يجده عندهم، ولو التفت لهم قليلًا لعَلِم أيَّ نعمةٍ يرفُلُ فيها، وأي جمالٍ هو عنه ذاهلٌ وغافل، ولو فقدهم في أي لحظة لبكى عليهم دهرَه!

وإنك لتنظرين إلى امرأةٍ رُزِقت العافيةَ تُسلِّط لسانَها على مَن هم دونها، وتُكثِر اللوم لهذه وتلك، وتترفَّع عن مدِّ اليد لمن حُرِموا ومَن سقَطوا.

وتجدين مَن وُسِّع له في رزقه ينسى أنه قد كان يومًا بائسًا فقيرًا، فلا يُحسِن أو يتفضَّل!
ومَن تقوَّى بمنصبٍ أو جاه، يُعمِل سيف البطش، ويُسرِف في جلب اللعنات!
فهلَّا انتَبَه مَن هؤلاء حالُهم إلى ما هم فيه مِن فتنةٍ قد ينحدرون فيها إلى دَرَكات الحرمان؟
وفي هذا يكمُنُ الابتلاء، وهذا بالضبطِ ما يجعله أقوى في الصقلِ وارتقاء الدرجات.

إن الإنسان إذ يكون مُنعَّمًا فتظلُّ حاضرةً في ذهنه أبدًا حقيقةُ أنه عبدٌ مُحتاجٌ لمولاه، فلا يطغى ولا يغفُلُ أو يستَغنِي - لَهُوَ الكسب حقًّا، وإنه لحقيقٌ به في تلك الحالة أن يصبر حتى يجتازَ تلك المَفَازةَ الخادعة، فلا يخلو بنفسه إلا ويُعرِّفها قدرَها لِمَ هي هنا؟ ولم تلك الهدايا بحوزتِها؟ ومتى ستسترد؟ وكيف يَسْتبقيها مدة اختباره؟ وهكذا لا يخرج من محنةِ الرخاء إلا فائزًا مُفلحًا.

عقَّبتِ الشدة:
فكلانا إذًا صاحبُ أثرٍ وفعل عظيم في العبد المؤمن، وبقي أن يتبصَّره ويعقِلَه ويعتَبِرَ به.

أضاف الرخاء:
ذلك هو الحق، غيرَ أن لكلِّ واحد من عباد الله ما يُناسِبه أو يصلُحُ له، وقد تتنوَّع الحالات، وتتعاقَب الابتلاءات، يومًا هذا، ويومًا ذاك، وما هي جميعًا إلا تلك القضبان على الطريق تُصنع لكيلا يحيد القطار عن طريقه المرسوم، فيَهلِك ويهلِك مَن معه.

https://img1.liveinternet.ru/images/attach/c/11/117/375/117375153_1__231_.gif

https://img1.liveinternet.ru/images/attach/c/11/117/375/117375153_1__231_.gif

ميرنا
12-04-2020, 04:42 PM
مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه

روح انثى
12-04-2020, 05:20 PM
ميرنا
يسعدني ويشرفني مروركم العطر
دمتم بحفظ الله ورعايته
:121::239::121:

شيخة المزايين
12-04-2020, 05:28 PM
جزاك الله خير
جعله الله بميزان حسناتك

شيخة الزين
12-04-2020, 05:39 PM
أَثابَك الْلَّه خَيْر الْثَّوَاب ,,
وَلَا حَرَمَك,,اجْر مَاقَدَّمَت وَاجْر مِن اسْتَفَاد مِنْهَا
دُمْت بِحِفْظ الْلَّه وَتَوْفِيْقِه,,

بنت الشام
12-04-2020, 06:01 PM
سطور نالت الإعجاب برقي هذا الطرح
وهذا سَّــر إبداعك وذائقتك المُتميزه
سوف آظل أترقب الجديد بكل شوق
لك كل الود والاحترام

دره العشق
12-04-2020, 06:57 PM
سلمت الانامل الذهبيه
دمتم متالقين مبدعين متميزين
بانتظار جديدكِم المميز
ودي واحترامي
لشخصكِم الرائع
تحيات

ᖇᗩᗯᗩᑎᗪ
12-05-2020, 04:22 AM
جَزآگ اللهُ خَيرَ آلجَزآءْ..،
جَعَلَ يومَگ نُوراً وَسُروراً
وَجَبآلاُ مِنِ آلحَسنآتْ تُعآنِقُهآ بُحوراً..
جَعَلَهُا آلله في مُوآزيَنَ آعمآلَگ
دَآمَ لَنآعَطآئُگ..
دُمْتِ بــِطآعَة الله ..~

نور القمر
12-05-2020, 03:06 PM
بااقة ..من أرق عبارات الشكر
لهذا العطاءالمتميز والإنتقاء الراقي
بـ إنتظار جديدك وعذب أطرٌوحاتك
تحيتي وتقديري

:سحاب
12-05-2020, 04:36 PM
جزاك الله خيــر موضوع قيم
بوركت في مجهودك الطيب
والله يكتب لك الاجر
:241::241:

لَـحًـــنِ ♫
12-05-2020, 05:11 PM
طرح جميـــــل ..||
دام التألق ... ودام عطاء نبضك
كل الشكر لهذا الإبداع,والتميز...!!
وبآنتظار روائع جديدك بكل شوق...!
ودي وعبق وردي ..||

ڞــمۭــۃ ۛ ּڂۡــڣــﯟڦ ❥
12-05-2020, 09:36 PM
,,~

جَزآگ اللهُ خَيرَ آلجَزآءْ..،
جَعَلَ يومَگ نُوراً وَسُروراً
وَجَبآلاُ مِنِ آلحَسنآتْ تُعآنِقُهآ بُحوراً..
جَعَلَهُا آلله في مُوآزيَنَ آعمآلَگ
دَآمَ لَنآعَطآئُگ..
دُمْت بــِطآعَة الله ..~

,,~

رُّوحي بروحهُ
12-06-2020, 02:19 AM
جزاك الله كل خير


..:64:

تذكارُ...!
12-06-2020, 10:56 AM
سَلَمِتْ أٌنآملِـگ عَلََى الـآنتقآء آلمميٍـز
لـآحُرمنًآ آلمولى هًذآ الهطًول آلجمَيـٍل

خالد الشاعر
12-06-2020, 06:15 PM
جزاكى الله خير وجعله بموازين حسناتكِ
لا عدمناا حضووركِ
لروحكِ احترامي وتقديري

فرآشه ملآئكيه
12-06-2020, 06:47 PM
سلمت يدآك ع آلطـرح الانتقاء المميز
الله يعطيك العافية يآرب

الأمير
12-07-2020, 07:27 AM
أحسنتم بآرك الله فيكم
وجزآكم الله خير
وجعله في ميزآن حسنآتكم

تذكارُ...!
12-07-2020, 07:31 AM
دَام عَطَائِكْ.. يَآطُهرْ..
وَلَا حَرَّمْنَا أَنْتَقَائِكْ الْمُمَيِّز وَالْمُخْتَلِف دَائِمَا
حَفِظَك الْلَّه مِن كُل مَكْرُوْه ..
تَحِيّه مُعَطَّرَه بِالْمِسْك ,

روحي تبيك
12-11-2020, 08:47 PM
جزاك الله خير وجعله في ميزان حسناتك
ولا حرمك الأجر يارب
وأنار الله قلبك بنورالإيمان
أحترآمي لــ/سموك

ابوصالح S
01-06-2021, 09:03 AM
جزاك الله خير الجزاء
وشكرا لطرحك الهادف و اختيارك القيم
وجعل ما كتب فى موازين حسناتك

Şøķåŕą
04-28-2022, 05:40 AM
سلمت الايادي

♔ قمر بغداد ♔
05-01-2022, 09:28 PM
~,،.
سلمت الأيادي ..
ويعطيك العافية لـ جمال الآنتقاء
لروحك جنائن الورد .
~,،.

Şøķåŕą
05-19-2022, 10:55 AM
سلمت الأيادي ..
ويعطيك العافية لـ جمال الآنتقاء
لروحك جنائن الورد .

Şøķåŕą
09-12-2024, 03:43 PM
طرح رائع
سلمت الأيادي على الآنتقاء
دمت بود