بنت الشام
11-27-2020, 05:52 AM
فضل القيام بالسقاية والثناء على أهلها واستحباب الشرب منها
عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِاللهِ الْمُزَنِي، قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا مَعَ ابْنِ عَبَّاسٍ عِنْدَ الْكَعْبَةِ، فَأَتَاهُ أَعْرَابِي فَقَالَ: مَا لِي أَرَى بَنِي عَمكُمْ يَسْقُونَ الْعَسَلَ وَاللبَنَ وَأَنْتُمْ تَسْقُونَ النَّبِيذَ؟ أَمِنْ حَاجَةٍ بِكُمْ أَمْ مِنْ بُخْلٍ؟ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: الْحَمْدُ لِلهِ مَا بِنَا مِنْ حَاجَةٍ وَلاَ بُخْلٍ، قَدِمَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم عَلَى رَاحِلَتِهِ وَخَلْفَهُ أُسَامَةُ، فَاسْتَسْقَى فَأَتَيْنَاهُ بِإِنَاءٍ مِنْ نَبِيذٍ فَشَرِبَ، وَسَقَى فَضْلَهُ أُسَامَةَ، وَقَالَ: «أَحْسَنْتُمْ وَأَجْمَلْتُمْ كَذَا فَاصْنَعُوا»، فَلاَ نُرِيدُ تَغْييرَ مَا أَمَرَ بِهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم؛ رواه مسلم.
تخريج الحديث:
الحديث أخرجه مسلم (1316)، وانفرد به عن البخاري، وأخرجه أبو داود في "كتاب المناسك"، "باب في نبيذ السقاية" حديث ( 2021).
شرح ألفاظ الحديث:
♦ (( النَبِيذ )): هو ما يعمل من الأشربة من التمر والزبيب والعسل والحنطة والشعير، وغير ذلك؛ [ انظر النهاية مادة ( نبذ )].
فهو في أصله جائز، وهو عبارة عن ماء يوضع فيه قليلٌ من التمر أو الزبيب مثلًا، فيكون طعم الماء حلو المذاق، لكنه إذا وصل إلى حد الاختمار حرم؛ لأنه تحوَّل إلى مسكر، وذلك بطول المكث.
♦ ((وَسَقَى فَضْلَهُ)): فضل الشيء: ما زاد منه، فالنبي - صلى الله عليه وسلم - أعطى ما بقي أسامة - رضي الله عنه - ليشربه.
♦ (( أَحْسَنْتُمْ وَأَجْمَلْتُمْ )): أي فعلتم الشيء الحسن الجميل.
من فوائد الحديث:
الفائدة الأولى: الحديث فيه دلالة على تسابق أهل الفضل في الخيرات، ومن ذلك خدمة الحجاج بإكرامهم وسقايتهم، وهذا شرف عظيم كان حقًّا لآل عباس في الجاهلية، وأقره النبي - صلى الله عليه وسلم - أبدًا.
الفائدة الثانية: الحديث فيه المدح والثناء في الوجه لمن فعل خيرًا؛ حيث قال لمن في سقاية العباس - رضي الله عنه - حين مر بهم وشرب هو وأسامة: ((أَحْسَنْتُمْ وَأَجْمَلْتُمْ))، وهذا ثناء، ولكن بشرط أن يؤمن على الممدوح الغرور والعجب بالنفس.
وفي قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((كَذَا فَاصْنَعُوا)) تخفيف على العباس - رضي الله عنه - بتقليل الكلف عليهم؛ لأن الانتباذ يسير قليل المؤنة بخلاف العسل، فإن فيه كلفة وثمنه كثير، وهذا من تيسيره - صلى الله عليه وسلم - على الناس ورفع الكلف عنهم.
الفائدة الثالثة: الحديث فيه أفضلية التمسك بما كان عليه النبي، وأثنى عليه ولو كان غيره خيرًا منه.
عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِاللهِ الْمُزَنِي، قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا مَعَ ابْنِ عَبَّاسٍ عِنْدَ الْكَعْبَةِ، فَأَتَاهُ أَعْرَابِي فَقَالَ: مَا لِي أَرَى بَنِي عَمكُمْ يَسْقُونَ الْعَسَلَ وَاللبَنَ وَأَنْتُمْ تَسْقُونَ النَّبِيذَ؟ أَمِنْ حَاجَةٍ بِكُمْ أَمْ مِنْ بُخْلٍ؟ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: الْحَمْدُ لِلهِ مَا بِنَا مِنْ حَاجَةٍ وَلاَ بُخْلٍ، قَدِمَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم عَلَى رَاحِلَتِهِ وَخَلْفَهُ أُسَامَةُ، فَاسْتَسْقَى فَأَتَيْنَاهُ بِإِنَاءٍ مِنْ نَبِيذٍ فَشَرِبَ، وَسَقَى فَضْلَهُ أُسَامَةَ، وَقَالَ: «أَحْسَنْتُمْ وَأَجْمَلْتُمْ كَذَا فَاصْنَعُوا»، فَلاَ نُرِيدُ تَغْييرَ مَا أَمَرَ بِهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم؛ رواه مسلم.
تخريج الحديث:
الحديث أخرجه مسلم (1316)، وانفرد به عن البخاري، وأخرجه أبو داود في "كتاب المناسك"، "باب في نبيذ السقاية" حديث ( 2021).
شرح ألفاظ الحديث:
♦ (( النَبِيذ )): هو ما يعمل من الأشربة من التمر والزبيب والعسل والحنطة والشعير، وغير ذلك؛ [ انظر النهاية مادة ( نبذ )].
فهو في أصله جائز، وهو عبارة عن ماء يوضع فيه قليلٌ من التمر أو الزبيب مثلًا، فيكون طعم الماء حلو المذاق، لكنه إذا وصل إلى حد الاختمار حرم؛ لأنه تحوَّل إلى مسكر، وذلك بطول المكث.
♦ ((وَسَقَى فَضْلَهُ)): فضل الشيء: ما زاد منه، فالنبي - صلى الله عليه وسلم - أعطى ما بقي أسامة - رضي الله عنه - ليشربه.
♦ (( أَحْسَنْتُمْ وَأَجْمَلْتُمْ )): أي فعلتم الشيء الحسن الجميل.
من فوائد الحديث:
الفائدة الأولى: الحديث فيه دلالة على تسابق أهل الفضل في الخيرات، ومن ذلك خدمة الحجاج بإكرامهم وسقايتهم، وهذا شرف عظيم كان حقًّا لآل عباس في الجاهلية، وأقره النبي - صلى الله عليه وسلم - أبدًا.
الفائدة الثانية: الحديث فيه المدح والثناء في الوجه لمن فعل خيرًا؛ حيث قال لمن في سقاية العباس - رضي الله عنه - حين مر بهم وشرب هو وأسامة: ((أَحْسَنْتُمْ وَأَجْمَلْتُمْ))، وهذا ثناء، ولكن بشرط أن يؤمن على الممدوح الغرور والعجب بالنفس.
وفي قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((كَذَا فَاصْنَعُوا)) تخفيف على العباس - رضي الله عنه - بتقليل الكلف عليهم؛ لأن الانتباذ يسير قليل المؤنة بخلاف العسل، فإن فيه كلفة وثمنه كثير، وهذا من تيسيره - صلى الله عليه وسلم - على الناس ورفع الكلف عنهم.
الفائدة الثالثة: الحديث فيه أفضلية التمسك بما كان عليه النبي، وأثنى عليه ولو كان غيره خيرًا منه.