بنت الشام
11-23-2020, 02:12 PM
الحمد لله وكفى، وصلاة وسلاما على عباده الذين اصطفى.
أما بعد:
معاشر المسلمين: ومما يكشف الكربة عند فقد الأحبة، ويجلب الصبر، ويذهب الأسى أن يتذكر الإنسان ما وقع للخلق قبله وفي زمانه، فما من أحد إلا وأصيب، وقلب بصرك يمنة فلن ترى يمنة إلا محنة، ويسرة فلن ترى إلا حسرة، فلست المصاب من بينهم، ولست أعظمهم مصابا، فقد طرق هذا الطارق من أمير ووزير ومستشار ومشير، وكبير وصغير، وغني وفقير، وطبيب ولبيب، وعدو وحبيب، ولم يفرق بين عار وكاس، فكل دارت عليه هذه الكاس.
لئنْ فقدت ولدا، فلقد فقد غيرك أولاد، ولئن فقدت والدا أو الدة، فلقد فقد غيرك والدا وولدا، فارحم قلبك واذكر ربك يسكن قلبك، ويحك! أتدري من هو الذي يجدد أحزانك، ويعظم مصابك كأنك أنت الذي أصبت من بين العالمين إنه الشيطان الرجيم، فلا تستسلم له، تذكر رسولك وحبيبك -عليه الصلاة والسلام-، فقد أمه وأباه وعاش يتيما، تذكر نبيك -عليه الصلاة والسلام- يوم فقد الحبيب والناصر والمعين بموت خديجة -رضي الله عنها- وهو رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فهو كأس كل شاربه.
يروى أن امرأة من الأعراب حجت ومعها وحيدها، فمرض عليها في الطريق ومات، فدفنت بمساعدة الركب الذين معها، ثم وقفت بعد دفنه وقالت: "يا بني؛ والله لقد غدوتك رضيعا وفقدتك سريعا, وكأن لم يكن بين الحالتين مدة، أتلذذ فيها بعيشك، وأتمتع فيها بالنظر إلى وجهك"، ثم قالت: "اللهم منك العدل ومن خلقك الجور، اللهم وهبتني قرة عين فلم تمتعني به كثيرا، بل سلبتنيه وشيكا، ثم أمرتني بالصبر ووعدتني عليه الأجر، فصدقت وعدك ورضيت قضاءك، فلك الحمد في السراء والضراء. اللهم ارحم غربته واستر عورته، يوم تكشف العورات، وتظهر السوءات، رحم الله من ترحم على من استودعته الردم ووسدته الثرى"، ثم لما أرادت الانصراف، قالت: "أي بني لقد تزودت لسفري فيا ليت شعري ما زادك بسفرك ويوم ميعادك، اللهم إني أسألك الرضا عنه برضاي عنه، أستودعك بني من استودعني إياك جنينا في الأحشاء، ومن يجازي من صبر في السراء والضراء".
أيها المصابون: عليكم من الله الرحمات يوم أصبتم ويوم صبرتم، ويوم احتسبتم، جعل الله مصابكم من الباقيات الصالحات، وأمنكم من الفزع يوم تنشر السجلات، وكتب لنا ولكم السعادة في الحياة وبعد الممات.
صلوا وسلموا على خير البرية وأزكي البشرية، صاحب النفس الرضية والطلعة البهية والمكانة العلية نبينا محمد صل الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا، وارض اللهم عن الصحابة أجمعين وعن التابعين وعن تابعي التابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بمنك وكرمك برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين ودمر أعداء الدين، وانصر عبادك المجاهدين، واجعل هذا البلد آمنا وسائر بلاد المسلمين.
اللهم اجبر كسر المنكسرين، اللهم اجبر قلوبا انكسرت بفراق حبيب وعزيز، اللهم اجبر قلوبا مزقتها الأحزان، اللهم أنزل عليها من اليقين ما يجلو المصاب ويبدد الأحزان، اللهم اجبر كل مصاب في نفس أو مال أو حبيب، اللهم أنزل عليهم من الصبر أضعاف أضعاف ما نزل بهم من البلاء يا سميع الدعاء.
اللهم فرج الهم ونفس الكرب وطمن القلب وأرح الفكر، وأحسن العاقبة وأذن بالفرج لكل مبتل يا مفرج الأكراب.
اللهم اغفر لنا ولوالدينا وارحمهم كما ربونا صغارا، اللهم اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا.
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، سبحانك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وعلى نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
معاشر المسلمين: ومما يكشف الكربة عند فقد الأحبة، ويجلب الصبر، ويذهب الأسى أن يتذكر الإنسان ما وقع للخلق قبله وفي زمانه، فما من أحد إلا وأصيب، وقلب بصرك يمنة فلن ترى يمنة إلا محنة، ويسرة فلن ترى إلا حسرة، فلست المصاب من بينهم، ولست أعظمهم مصابا، فقد طرق هذا الطارق من أمير ووزير ومستشار ومشير، وكبير وصغير، وغني وفقير، وطبيب ولبيب، وعدو وحبيب، ولم يفرق بين عار وكاس، فكل دارت عليه هذه الكاس.
لئنْ فقدت ولدا، فلقد فقد غيرك أولاد، ولئن فقدت والدا أو الدة، فلقد فقد غيرك والدا وولدا، فارحم قلبك واذكر ربك يسكن قلبك، ويحك! أتدري من هو الذي يجدد أحزانك، ويعظم مصابك كأنك أنت الذي أصبت من بين العالمين إنه الشيطان الرجيم، فلا تستسلم له، تذكر رسولك وحبيبك -عليه الصلاة والسلام-، فقد أمه وأباه وعاش يتيما، تذكر نبيك -عليه الصلاة والسلام- يوم فقد الحبيب والناصر والمعين بموت خديجة -رضي الله عنها- وهو رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فهو كأس كل شاربه.
يروى أن امرأة من الأعراب حجت ومعها وحيدها، فمرض عليها في الطريق ومات، فدفنت بمساعدة الركب الذين معها، ثم وقفت بعد دفنه وقالت: "يا بني؛ والله لقد غدوتك رضيعا وفقدتك سريعا, وكأن لم يكن بين الحالتين مدة، أتلذذ فيها بعيشك، وأتمتع فيها بالنظر إلى وجهك"، ثم قالت: "اللهم منك العدل ومن خلقك الجور، اللهم وهبتني قرة عين فلم تمتعني به كثيرا، بل سلبتنيه وشيكا، ثم أمرتني بالصبر ووعدتني عليه الأجر، فصدقت وعدك ورضيت قضاءك، فلك الحمد في السراء والضراء. اللهم ارحم غربته واستر عورته، يوم تكشف العورات، وتظهر السوءات، رحم الله من ترحم على من استودعته الردم ووسدته الثرى"، ثم لما أرادت الانصراف، قالت: "أي بني لقد تزودت لسفري فيا ليت شعري ما زادك بسفرك ويوم ميعادك، اللهم إني أسألك الرضا عنه برضاي عنه، أستودعك بني من استودعني إياك جنينا في الأحشاء، ومن يجازي من صبر في السراء والضراء".
أيها المصابون: عليكم من الله الرحمات يوم أصبتم ويوم صبرتم، ويوم احتسبتم، جعل الله مصابكم من الباقيات الصالحات، وأمنكم من الفزع يوم تنشر السجلات، وكتب لنا ولكم السعادة في الحياة وبعد الممات.
صلوا وسلموا على خير البرية وأزكي البشرية، صاحب النفس الرضية والطلعة البهية والمكانة العلية نبينا محمد صل الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا، وارض اللهم عن الصحابة أجمعين وعن التابعين وعن تابعي التابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بمنك وكرمك برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين ودمر أعداء الدين، وانصر عبادك المجاهدين، واجعل هذا البلد آمنا وسائر بلاد المسلمين.
اللهم اجبر كسر المنكسرين، اللهم اجبر قلوبا انكسرت بفراق حبيب وعزيز، اللهم اجبر قلوبا مزقتها الأحزان، اللهم أنزل عليها من اليقين ما يجلو المصاب ويبدد الأحزان، اللهم اجبر كل مصاب في نفس أو مال أو حبيب، اللهم أنزل عليهم من الصبر أضعاف أضعاف ما نزل بهم من البلاء يا سميع الدعاء.
اللهم فرج الهم ونفس الكرب وطمن القلب وأرح الفكر، وأحسن العاقبة وأذن بالفرج لكل مبتل يا مفرج الأكراب.
اللهم اغفر لنا ولوالدينا وارحمهم كما ربونا صغارا، اللهم اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا.
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، سبحانك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وعلى نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.