دره العشق
11-16-2020, 11:30 PM
المودَّة والرحمة أساس استقرار البيوت، وعليهما تقوم السعادة، ومنهما يتولَّد الأنس والسَّكَن والاطمئنان، ولا يزال الرجل والمرأة في تطلُّع وتشوُّف حتى يجمع الله كلًا منهما بإلفه، ويقسِم بينهما ما شاء من مشاعر الود، فيألفها وتألفه، وتمتزج روحهما في روح واحدة، ( والأرواح جنود مجنَّدة ما تعارف منها ائتلف ).
قال تعالى: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾.
فسبحان من خلق وقدَّر، وجمع بين عباده وإمائه فوفَّق، ثم هدى وأرشد لما يضمن المحافظة على البيوت حصينة مطمئنة، مسيَّجة بالأخلاق الكريمة والقيم النبيلة، قال عز وجل: ﴿وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا﴾.
وهذا أمر إلهي وتوجيه رباني لصاحب القِوامة كي يتخذ المعروف منهجًا وسبيلًا في تعامله مع زوجه؛ أحبَّها أم أبغضها، رضيها أم سخطها، وذلك من تمام رحمة الله بخلقه، ومن عظيم حكمته وفضله، فالدنيا في تبدُّل وتغيُّر، ودوام الحال من المحال، ورُبَّ حبيب أمسى بغيضًا، وقريبٍ موافقٍ صار بعيدًا مخالفًا.
ما بين طرفة عينٍ وانتباهتها=يبدِّل الله من حالٍ إلى حالِ
فإن شحَّت المشاعر، وغاضت العواطف، وذلك من أشدِّ البليِّات والمحن في الحياة الزوجية، فلا يجوز أن تشحَّ صنائع المعروف بين الزوجين، أو أن تغيضَ مبادئ العدل والإحسان.
قال صلى الله عليه وسلم: (إني أُحَرِّج عليكم حقَّ الضعيفين: اليتيم، والمرأة).
فالمرأة في العلاقة الزوجية هي الطرف الأضعف، لما جُبلَتْ عليه من رقةٍ تحول دون بلوغ غايتها عند المنافرة أو المخاصمة، قال تعالى في حق النساء: ﴿أَوَمَن يُنشَّأُ في الحِليةِ وهو في الخصامِ غيرُ مبينٍ﴾، ومهما بلغ كيد النساء فإنه يتصاغر أمام صلابة الرجال وقوتهم، وقدرتهم على اللجج في الخصومة، وامتلاكهم مقاليد الأمور، وتصريف شؤون الحياة الأسرية.
قال الغزالي رحمه الله: (المعاشرة بالمعروف تكون بِحُسْن الخُلُق معها، وكفِّ الأذى عنها، بل احتمال الأذى منها، والحِلْم عن طيشها وغضبها؛ اقتداءً برسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم).
قال رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم : (لا يفرَك مؤمنٌ مؤمنة، إنْ كَرِهَ منها خُلقًا، رَضِيَ منها آخر).
والفرك: هو البُغض بين الزوجين، ومعنى الحديث: لا يَنبغي للزوج أن يُبْغِض زوجتَه بغضًا يحمله على فراقها؛ لأنَّه إن وجد فيها خُلُقًا يكرهه، وجد فيها خُلُقًا آخرَ يرضاه منها، فعليه أن يغفرَ سيِّئها لحَسَنها، ويَتَغَاضَى عمَّا يكره لِمَا يحب منها.
فليحذرِ الرجل أن يكون بحَّاثةً عن العيوب، مُنقِّبًا عن النقائص، لا يرى من زوجه إلا خطأها، ولايلتفت إلا إلى سيئاتها، ومن كان هذا حاله لايستقيم له أمر، ولا تستقر معه زوجة.
إذا كنت في كـل الأمـور معاتبًـا=صديقك لم تلقَ الذي لا تعاتبُه
فعـش واحـدًا أو صل أخـاك فـإنـه=مقارف ذنـبٍ مرةً ومُجـانبُـه
إذا أنت لم تشربْ مرارًا على القذى=ظمئتَ وأيُّ الناسِ تصفو مشاربُه
ومن ذا الذي تُرضَى سجاياه كلُّها=كفى المرءَ نبلًا أن تُعدَّ معايبُه
فإن قيل هذا في حق الخِلِّ والصَّديق، فكيف بمن قال الله فيهما: ﴿هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ﴾، وقال: ﴿ولا تنسَوا الفضل بينكم﴾ ؟
وإحسان الرجل لأهل بيته من كمال إيمانه، وكلَّما زاد إحسانه ارتقى في سلَّم الإيمان، قال صلى الله عليه وسلم: (أكملُ المؤمنين إيمانًا أحسنُهم خُلُقًا، وخيارُكم خيارُكم لنسائِهم).
قال تعالى: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾.
فسبحان من خلق وقدَّر، وجمع بين عباده وإمائه فوفَّق، ثم هدى وأرشد لما يضمن المحافظة على البيوت حصينة مطمئنة، مسيَّجة بالأخلاق الكريمة والقيم النبيلة، قال عز وجل: ﴿وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا﴾.
وهذا أمر إلهي وتوجيه رباني لصاحب القِوامة كي يتخذ المعروف منهجًا وسبيلًا في تعامله مع زوجه؛ أحبَّها أم أبغضها، رضيها أم سخطها، وذلك من تمام رحمة الله بخلقه، ومن عظيم حكمته وفضله، فالدنيا في تبدُّل وتغيُّر، ودوام الحال من المحال، ورُبَّ حبيب أمسى بغيضًا، وقريبٍ موافقٍ صار بعيدًا مخالفًا.
ما بين طرفة عينٍ وانتباهتها=يبدِّل الله من حالٍ إلى حالِ
فإن شحَّت المشاعر، وغاضت العواطف، وذلك من أشدِّ البليِّات والمحن في الحياة الزوجية، فلا يجوز أن تشحَّ صنائع المعروف بين الزوجين، أو أن تغيضَ مبادئ العدل والإحسان.
قال صلى الله عليه وسلم: (إني أُحَرِّج عليكم حقَّ الضعيفين: اليتيم، والمرأة).
فالمرأة في العلاقة الزوجية هي الطرف الأضعف، لما جُبلَتْ عليه من رقةٍ تحول دون بلوغ غايتها عند المنافرة أو المخاصمة، قال تعالى في حق النساء: ﴿أَوَمَن يُنشَّأُ في الحِليةِ وهو في الخصامِ غيرُ مبينٍ﴾، ومهما بلغ كيد النساء فإنه يتصاغر أمام صلابة الرجال وقوتهم، وقدرتهم على اللجج في الخصومة، وامتلاكهم مقاليد الأمور، وتصريف شؤون الحياة الأسرية.
قال الغزالي رحمه الله: (المعاشرة بالمعروف تكون بِحُسْن الخُلُق معها، وكفِّ الأذى عنها، بل احتمال الأذى منها، والحِلْم عن طيشها وغضبها؛ اقتداءً برسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم).
قال رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم : (لا يفرَك مؤمنٌ مؤمنة، إنْ كَرِهَ منها خُلقًا، رَضِيَ منها آخر).
والفرك: هو البُغض بين الزوجين، ومعنى الحديث: لا يَنبغي للزوج أن يُبْغِض زوجتَه بغضًا يحمله على فراقها؛ لأنَّه إن وجد فيها خُلُقًا يكرهه، وجد فيها خُلُقًا آخرَ يرضاه منها، فعليه أن يغفرَ سيِّئها لحَسَنها، ويَتَغَاضَى عمَّا يكره لِمَا يحب منها.
فليحذرِ الرجل أن يكون بحَّاثةً عن العيوب، مُنقِّبًا عن النقائص، لا يرى من زوجه إلا خطأها، ولايلتفت إلا إلى سيئاتها، ومن كان هذا حاله لايستقيم له أمر، ولا تستقر معه زوجة.
إذا كنت في كـل الأمـور معاتبًـا=صديقك لم تلقَ الذي لا تعاتبُه
فعـش واحـدًا أو صل أخـاك فـإنـه=مقارف ذنـبٍ مرةً ومُجـانبُـه
إذا أنت لم تشربْ مرارًا على القذى=ظمئتَ وأيُّ الناسِ تصفو مشاربُه
ومن ذا الذي تُرضَى سجاياه كلُّها=كفى المرءَ نبلًا أن تُعدَّ معايبُه
فإن قيل هذا في حق الخِلِّ والصَّديق، فكيف بمن قال الله فيهما: ﴿هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ﴾، وقال: ﴿ولا تنسَوا الفضل بينكم﴾ ؟
وإحسان الرجل لأهل بيته من كمال إيمانه، وكلَّما زاد إحسانه ارتقى في سلَّم الإيمان، قال صلى الله عليه وسلم: (أكملُ المؤمنين إيمانًا أحسنُهم خُلُقًا، وخيارُكم خيارُكم لنسائِهم).