حديث: إني كنت أذنت لكم في الاستمتاع من النساء، وإن الله قد حرم ذلك إلى يوم القيامة

حديث: "إني كنتُ أذِنتُ لكم في الاستمتاع من النساء، وإن الله قد حرَّم ذلك إلى يوم القيامة"



عن ربيع بن سبرة عن أبيه رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إني كنتُ أذِنتُ لكم في الاستمتاع من النساء، وإن الله قد حرَّم ذلك إلى يوم القيامة، فمن كان عنده منهن شيء فليخلِّ سبيلها، ولا تأخذوا إذا آتيتموهن شيئًا))؛ أخرجه مسلم، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه، وأحمد، وابن حبان.



المفردات:

ربيع بن سبرة: هو الربيع بن سبرة بن معبد الجهني المدني، روى عنه الزهري وروى الربيع عن أبيه رضي الله عنه قال الحافظ في التقريب: ثقة من الثالثة؛ اهـ، توفي بعد المائة رحمه الله.



عن أبيه: هو سبرة بن معبد الجهني رضي الله عنه، ويقال: سبرة بن معبد الجهني رضي الله عنه ويقال: سبرة ابن عوسجة، ويقال: ابن ثَرِيَّة - بفتح الثاء وكسر الراء وتشديد الياء - والد الربيع، أول مشاهده الخندق، وكان لسبرة دار بالمدينة في جهينة، ونزل في آخر عمره ذا المروة، قال ابن سعد في الطبقات: فعقبُه بها إلى اليوم، وتوفي سبرة في خلافة معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهم.



كنت أذِنت لكم في الاستمتاع من النساء؛ أي: كنت أبحت لكم متعة النساء.



حرم ذلك إلى يوم القيامة؛ أي: حرم الله المتعة تحريمًا مؤبدًا لا يقبل النسخ بحال.



عنده منهن شيء؛ أي: في صحبته امرأة يطؤها على سبيل نكاح المتعة.



فليخل سبيلها؛ أي: فليفارقها أو وليسرحها.



ولا تأخذوا إذا آتيتموهن شيئا؛ أي: ولا تستردوا شيئًا من المال الذي دفعتموه لهن في نظير المتعة مهما كان قد بقي من الأجل.



البحث:

هذا الحديث أيضًا ساقط من بعض نسخ بلوغ المرام، ومن سبل السلام، وقد سقت جميع ألفاظه في بحث حديث سلمة بن الأكوع رقم 24، وقد جاء في بعض ألفاظه: غزا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فتح مكة، وفيه: فأذن لنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في متعة النساء، وفيه: فلم أخرج حتى حرَّمها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفيه: فليخلِّ سبيلها، ولا تأخذوا مما آتيتموهن شيئًا، وفي بعض ألفاظه: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قائمًا بين الركن والمقام؛ إلخ.



وفي بعض ألفاظه: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمتعة عام الفتح حين دخلنا مكة، ثم لم نخرج منها حتى نهانا عنها.



وفي بعض ألفاظه: نهى عن المتعة زمان الفتح متعةَ النساء.



وتقدَّم في حديث علي رضي الله عنه أنها حرمت يوم خيبر، وتقدَّم بيان أنه لا معارضة في ذلك بين حديث علي وحديث سبرة رضي الله عنهما؛ لأنها أبيحت وحرمت أكثر من مرة.



ما يستفاد من ذلك:

1- تحريم نكاح المتعة.

2- وأن الترخيص في المتعة وتحريمها تكرَّر أكثر من مرة.

3- وأن تحريم نكاح المتعة قد تأبَّد عام الفتح إلى يوم القيامة، فلا يقبل النسخ بحالٍ.

غـرام الشوق ,حاء ,عاشق الغيم معجبون بهذا